السياحة الكويتية تنشط بأنماط جاذبة وإدارة متجددة (صور)
تقرير – خالد آل دغيم
الكُويت ثراء المكان والإنسان، لعل الزائر إلى دولة الكويت يلتفت إلى نهضة اقتصادية شاملة وينجذب إلى جمال هندستها المعمارية التي مزجت بين الماضي والحاضر وعانقت المستقبل.
لمحة تاريخية:
عُرفت الكويت قديماً باسم القرين، وهذه الكلمة تصغير قرن، أي التل والأرض العالية، ثمّ جاءت تسميتها بالكويت تصغيراً لكوت أي القلعة والحِصن، أصل هذه الكلمة بابلي.
وَرد ذكر الكويت في الإنجيل في العهد القديم، والبعض يقول إنّ أصل هذه الكلمة هندي.
وتشتهر الكويت بأبراجها المميزة في طراز البناء، وأيضاً فيها الكثير من الأبنية المعماريّة البرجية المتميّزة، والحدائق الفخمة المنظّمة بطريقة فنيّة تلفت كل من ينظر إليها.
إنّ تطوّر الكويت العمراني والاقتصادي، وأيضاً ازدهارها في كافّة المجالات لا سيما الديمقراطيّة التي يتمتّع بها حكمها إضافة إلى تمتّعها بحريّة الرأي؛ كلّ ذلك يُضفي عليها سمة التميّز والشهرة بين الدول.
تشتهر الكويت باهتمامها بالثقافة؛ إذ إنّها من أنشط الدّول العربية وأهمّها في مجال الطباعة ونشر الكتب وتوزيعها، وإقامة المَعارض الثقافية. وتشتهر الكويت بكثرة جامعاتها نسبة لحجم مساحتها
واقع السياحة:
اتخذت الكويت خطوات حثيثة لتنشيط القطاع السياحي، وتحقق ذلك بشكل كبير، ودعم ذلك موقعها الجغرافي والهندسة المعمارية الفريدة بخلاف المناظر الطبيعية الخلابة، الى جانب عوامل عديدة ساهمت في دعم السياحة، وقد شهدت الكويت تطورًا رائعًا ينعكس في كل مكان داخلها.
وتتمتع السياحة في الكويت بالعديد من عوامل الجذب السياحية التي تجعلها وجهة مميزة للكثير من السيّاح فهُناك الحدائق البديعة وأماكن الترفيه المُختلفة والشواطئ ذات المناظر الفاتنة جنباً إلى جنب مع الأسواق التقليدية الفريدة.
ويوجد بالكويت عدّة متاحف مثل متحف الكويت الوطني ويُعدّ من أبرز المتاحف التي تُعبّر عن اعتزاز دولة الكويت بتاريخها، حيث يعرض المتحف تشكيلةً مذهلةً من الأدوات الأثرية التي تعود إلى العصر البرونزي، ويهدف المتحف إلى الحفاظ على التراث الاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي لدولة الكويت من خلال تجسيد دقيق لما كانت عليه الحياة في الكويت قبل اكتشاف النفط، بالإضافة الى وجود القبة الفلكية فيه، والتي توفّر خاصية عرض القصص بتقنية ثلاثية الأبعاد.
متحف طارق رجب:
يعود اسم المتحف إلى أول وزير للآثار في الكويت وهو طارق رجب، والذي كان عاشقاً للفن والتراث؛ فقد عرض مجموعةً خاصةً من التحف الفنية داخله، ويقع المتحف في ضاحية الجابرية، ويضم آلاف التحف الأثرية التي تشمل المجوهرات، والأزياء، بالإضافة الى تلك التي تعكس الفن الإسلامي العريق، كما يعرض المتحف فن الخط العربي القديم.
متحف العلوم العربية الإسلامية:
يُعتبر من أبرز المتاحف التي يضمّها مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، ويعرض أهم الإنجازات العلمية والفنية، حيث يشتمل المتحف على مجموعة من المعروضات المتعلّقة بعلم الفلك، والجيولوجيا، والطب، والهندسة، وغيرها، كما يعكس أبرز الاكتشافات التي تعود إلى العالم الإسلامي في الماضي، ويشمل أيضاً المرافق الترفيهية كالمقاهي ومحالّ الهدايا.
المتحف البحري:
يعتزّ المتحف بالتراث البحري الكويتي، حيث يُزيّن مدخله بثلاثة زوارق خشبية جميلة، ويضم المتحف مجموعةً شاملةً من الصور الحيّة التي تعكس الذكريات في الكويت، بالإضافة إلى السفن ومجموعة من المعدات والأدوات القديمة التي كانت تُستخدم في الإبحار، والصيد، والبحث عن اللؤلؤ.
وهناك أشهر معالمها وهي الأبراج حيث تضم الكويت عدداً من الأبراج أشهرها أبراج المياه حيث تتضمن 6 مجموعات موزّعة حول مدينة الكويت، صُمّمت خمسة منها على شكل أبراج مخطّطة تُشبه الفطر، أمّا المجموعة السادسة فتبدو فيها الأبراج وكأنّها على وشك الانطلاق للمجموعة النجمية التي تُدعى رجل القنطور، وتمّ تشييد الأبراج عندما ظهرت الحاجة إلى ربط محطات تقطير مياه البحر بشبكة توزيع متطوّرة تتألّف من أبراج مائية موزّعة حول المدينة. ب
برج التحرير:
يُعدّ ثاني أطول برج في الكويت ويبلغ ارتفاعه 372 م، ويُعتبر من ضمن أطول 50 مبنى في العالم، واكتمل بناؤه عام 1993م، ويتميّز بشكله الذي يشبه الأطباق الطائرة.
الثقافة:
تتعدّد المراكز الثقافية في الكويت، ومن أشهرها مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي الذي يُعدّ من أكبر المجمّعات الثقافية في العالم، ويضم ما يزيد عن 1100 معرض، بالإضافة إلى 6 متاحف منها؛ متحف التاريخ الطبيعي، ومتحف العلوم، ومتحف الفضاء، وغيرها، بالإضافة إلى مركز الفنون الجميلة.
مركز الأمريكاني الثقافي:
يقع ضمن مجمع البعثة الأميركية سابقاً، ويعد مقراً لدار الآثار الإسلامية، حيث تستعرض هذه المنظمة الثقافية مجموعةً من الآثار التي تعود لتاريخ الفن الإسلامي، ويضم المركز ما يزيد عن 20 ألف قطعة من الحرف اليدوية النادرة، بالإضافة إلى آثار تعود لحضارة بلاد الرافدين.
المركز العلمي ويحتوي المركز على أكبر حوض سمك في الشرق الأوسط، وصُمّم مبناه ليأخذ شكل الشراع، ويوجد فيه مجموعة فريدة من أصناف الحيوانات البحرية؛ كالسرطانات العنكبوتية العملاقة، والقناديل البحرية المضيئة، وأسماك القرش الموجودة في أحواض ضخمة، بالإضافة إلى قسم للقيام بأنشطة تفاعلية للسياح تشمل إجراء التجارب العلمية ومشاهدة العروض التعليمية ثلاثية الأبعاد.
جولة سياحية في بعض الأماكن:
ينتشر في الكويت المنتزهات والمنتجعات ومراكز الترفيه حيث تنتشر في أنحائها، ومن أبرزها حديقة الشهيد وتُعدّ أكبر حديقة حضرية في الكويت، وتستضيف مجموعةً من البرامج التعليمية والعامة منها؛ المبادرات البيئية، والمحاضرات العامة، ونوادي الكتب، وحلقات العمل المجتمعية، وبرامج التطوع، فضلاً عن أنشطة متعلقة بمختلف المجالات؛ كالعلم، ومحو الأمية، والفنون، والحرف اليدوية الموجّهة للشباب على نحو خاص.
الجزيرة الخضراء:
تبلُغ مساحتها ما يُقارب 758,000 كم2، وتقع بالقرب من الكورنيش، وهي جزيرة صناعية أُنشئت في الثمانينيات من القرن الماضي، حيث يرتادها الزوّار لإقامة حفلات الشواء واستئجار الدراجات.
وجزيرة فيلكا تقع على بُعد 20 كم من الكويت، وقد اكتُشف فيها آثار تعود إلى 3000 سنة قبل الميلاد، وتعود بعض هذه الآثار إلى حضارة بلاد الرافدين التي كانت تعيش على الجزيرة منذ حوالي 2000 سنة قبل الميلاد، وتُشير بعض القطع المصنوعة يدوياً إلى أنّ الجزيرة اتّخذت منذ القدم موطناً للكثير من الأشخاص على مدار السنوات، وقرية يوم البحار التراثية التي تُعدّ واحدة من الأماكن التي يُنصح بزيارتها مساءً للسير بالقرب من الشواطئ، ومشاهدة محالّ الهدايا والتحف التذكارية، والاستمتاع بالتجوّل في طرقها، وشرب شاي النعناع، وتتميز القرية بتصميمها المعماري الذي يُشبه الأبراج.
وتأتي القرية التراثية التي تعرض التراث الشعبي الكويتي بالإضافة إلى تراث شعوب الخليج، حيث تضم 6 متاحف بعدد الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، إذ تعرض كلّ دولة فنونها التي تُعبّر عن تراثها، بالإضافة إلى الآثار التاريخية المصنوعة يدوياً ومختلف الفنون الشعبية، كما ترعى القرية مجموعةً من المسابقات؛ كالرماية وبعض الألعاب الشعبية.
الشواطئ من أبرز الشواطئ في الكويت ما يأتي شاطئ المسيلة حيث يُعدّ الشاطئ أحد أشهر الشواطئ الخاصة في الكويت، ويقع في منطقة السالمية، حيث تمتد واجهة الشاطئ من أبراج الكويت وحتّى منطقة البدع، ويُمكن التجوّل في الجزيرة والاستمتاع بالمشاهد الخلابة والساحات الخضراء، فضلاً عن برك السباحة، والحدائق، كذلك يوفّر الشاطئ بركاً مخصّصةً للسيدات في أيام محددة من الأسبوع تضم بعض الأنشطة الترفيهية الخاصة بالنساء.
وشاطئ الخيران الذي يقع جنوب الكويت، ويضم المنتجع قنوات مائية صناعية، ويتميز الشاطئ بوجود أشجار النخيل، والرمال الناعمة، بالإضافة إلى أماكن مخصّصة لإقامة حفلات الشواء، ويوفّر الشاطئ للزائر مجموعةً من النشاطات الترفيهية؛ كالتزلج على المياه، والغوص، وغيرها.
وشاطئ الكوت الذي يُغطّى بالرمال البيضاء، ويُعدّ مقصداً لممارسة مجموعة متنوعة من النشاطات الترفيهية الخاصة بالعائلات، حيث تتوافد عليه الأسر للاستجمام والاستمتاع بالبرك القريبة من الشاطئ، كذلك يُمكن تناول الطعام فيه والاستمتاع بغروب الشمس.
والأسواق التجارية في الكويت لها طابع خاص ومن أشهر أسواقها سوق المباركية الذي احتفظ بشعبيته على مستوى الكويت حتّى بعد اكتشاف النفط، وتُعدّ تجربة التسوّق فيه فريدةً من نوعها، حيث يستمتع الزائر بالتجوّل فيه وإمتاع حواسه بالمشاهد الجميلة، فضلاً عن روائح البهارات المنبعثة في كلّ المكان، ويضم السوق زاويةً مخصصةً تُدعى سوق الحريم، حيث تجلس النساء لبيع الكحل، وأحجار الخفاف لتنعيم القدمين، والفساتين المزركشة بألوان العلم الكويتي.
سوق السمك:
يُباع في السوق مختلف أنواع السمك والكائنات الحية البحرية، فيعرض كلّ بائع حصيلة صيده من سمك السردين، والروبيان، وغيرها من الأسماك، كما يوفّر المكان البضائع من الفواكه والخضراوات الطازجة.
طعام أهل الكويت هو مزيج لذيذ من النكهات من الشرق أوسطية والجزيرة العربية والهند وبلاد فارس.
يتم استهلاك كميات كبيرة من المأكولات البحرية، مع كون الأسماك مفضلة لدى السكان. العديد من الوجبات الكويتية تشمل السمك المشوي أو المقلي ذو النكهة الخاص والمذاق الفريد.
معالم أخرى في الكويت:
المعالم الأخرى المعروفة في الكويت ما يأتي المسجد الكبير الذي تصل طول مئذنته إلى 74 م، ويتّسع المسجد لأكثر من 17 ألف مصلي، كما يحتوي على نسخة طبق الأصل من أقدم مصحف في العالم، ويضم المسجد ساحةً أماميةً مليئةً بأشجار النخيل، ويُزيّن من الداخل بالزجاج الفرنسي الملوّن، والرخام الإيطالي المنقوش، بالإضافة إلى الفسيفساء المغربية، وخشب الساج الهندي، والثريّات الألمانية، فضلاً عن القبة الرئيسية المطليّة بالذهب.
منصة الفن المعاصر وتُعتبر من أفضل صالات العرض في الكويت، حيث تستضيف هذه المنصة الضخمة والمصمّمة بأسلوب حديث معارض منتظمةً تعرض أعمالاً خاصّةً بالفنانين الكويتيين، بالإضافة إلى أعمال فنانين عالميين في المناسبات الخاصة، وتوفّر المنصة ندوات وحلقات نقاشية بين الحين والآخر.
وهناك معرض شركة نفط الكويت ويُعدّ هذا المعرض الأحدث في مجال صناعة النفط في الكويت، حيث يوفّر للزوار فرصة الاطّلاع على الصناعة الأبرز في البلاد، ويضم 9 معارض تُغطّي مختلف الجوانب المتعلقة بالنفط، ومنها؛ اكتشاف النفط، واستخراجه، وتاريخه، كما يوفّر المعرض تجربة مشاهدة الأفلام بتقنية رباعية الأبعاد، ومشاهدة حقول النفط باستخدام المنظار.
والقلعة الحمراء حيث تقع القلعة على بُعد 200 متر إلى جنوب الجهراء، وهي مثال حيّ للفنون المعمارية القديمة، وسُمّيت بالقلعة الحمراء نسبةً إلى الصلصال الأحمر الذي استُخدم في بنائها، فقد تمّ تشييدها خلال حكم الشيخ مبارك الصباح؛ الحاكم السابع للكويت، واستغرق بناؤها نحو عام كامل، وتضم القلعة 4 أبراج مراقبة، ويحيط بها جدار بسماكة 1/2 م، وارتفاع 4.5 م.
قصر السيف حيث يعتبر القصر أحد الملكيات الخاصة بالعائلة الحاكمة، وقد شيّده الشيخ مبارك، ولم يتخذه الأمير مكاناً للسكن وإنمّا مقرّاً لإقامة الاحتفالات، حيث ساهم هذا القصر في نَشأة البلاد وتطورها، ويعد من الأمثلة المشرّفة التي تعكس فن العمارة الإسلامية، ويتبيّن ذلك في الأرضية الفسيفسائية للقصر، ويتميز القصر بمرافقه الداخلية الهائلة، والبركة الاصطناعية، ومهبط المروحيات، وغيرها.
دخلت الكويت في استثمارات ومشاريع متنوعة أدت إلى ازدهار اقتصاد الدولة وتناميه، من أبرزها الثروة السمكية وهذه الثروة يعتبر من أحد المميزات التي حصلت عليها الكويت؛ بسبب موقعها الجغرافي المميز، حيث تعتبر الثروة السمكية في الكويت ثاني أهم مصدر من مصادر الاقتصاد بعد النفط، ومصدرًا مهمًا لتصدير جميع أنواع الأسماك للعالم.
وتعتبر الأسماك غذاءً رئيسيًا في الموائد الكويتية؛ نظرًا لوفرة الثروة السمكية الموجودة في الكويت.
أما مشروع الاقتصاد الأزرق في الكويت فيهدف إلى استبدال دخل البلاد من النفط والغاز بالتنمية المستدامة لمواردها البحرية وأبرزها صيد الأسماك.
وزراعة النخيل الذي يعطي موقع الكويت مناخًا مناسبًا لتنمية العديد من الأشجار، وأهمها النخيل؛ ويعتبر مناخ الكويت ملائمًا لزراعة النخيل؛ حيث يوجد بالكويت أكثر من (1.5) مليون شجرة نخيل.وتتميز الكويت بإنتاج أكثر من أربع أنواع من التمور المختلفة؛ حيث تعتبر من أكثر الدول إنتاجًا للتمور في العالم، ويبلغ إنتاجها حوالي (50) مليون حبة سنويًا.
وتصل مبيعات الكويت من التمور إلى (100) مليون دينار كويتي سنويًا، كما تعتبر الكويت من أكثر الدول استهلاكًا للتمور.