تعد قرية أشيقر التراثية من أهم الأماكن التاريخية والسياحية بمنطقة الرياض، فهي معروفة منذ العصر الجاهلي،وهي عاصمة نجد العلمية قبل الدعوة بها أقدم وثيقة نجدية، بالإضافة إلى إنجابها مجموعة من خيرة العلماء الذين اتصلوا بالشام والعراق ومصر، واشتهرت بتجارتها، كما تتمتع أَرْضها بتنوع تضاريسها، ففيها رمال وحافات صخرية، وسهول خصبة جعلتها من المناطق الزراعية بالمنطقة.
سُميت أُشَيْقِر بهذا الاسم نسبة إلى جال أو ضلع يجاورها من الجهة الشمالية، لونه أشقر، ويطلق عليه اسم جبل الأشقر، أو ضلع الجنينة الملاصق للبلدة من جهة الشمال، وأضيف الضلع إلى الجنينة بسبب مجاورته لها، كما أن تربتها وبيوتها الطينية تميل إلى الحمرة، والشقرة والحمرة لونان متقاربان. وأطلق العرب أحدهما على الآخر في ألوان الجبال والخيل والإبل وهذا اللون عام لمعظم بلدان الوشم الواقعة غربي النفوذ.
وتمثل قرية أشَيْقِر التراثية ماضٍ تاريخي، وهي من المدن الرئيسة في نجد، وذكرها الشعراء في العصر الجاهلي والإسلامي، وقد كان اسمها في الزمن القديم عكل، نسبةً لـ لبني عكل من تميم، وقد اشتهرت بلدة أُشَيْقِر بمجموعة من العلماء، لعل من أبرزهم ابن بسام، وهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن بسام العتبي الوهيبي التميمي ولي القضاء في بلدة القصب فمَدِيْنَة ملهم.
وتضم قرية أشيقر التراثية مجموعة من المتاحف التي تضُّمُ مجموعةً متنوعةً من القطع الأثريَّة، والملابس المطرَّزة، والمجوهرات، والخزف، والأسلحة، وأدوات الطَّبخ والتي تظهر عبق الماضي الأصيل ومن تلك المتاحف التي تقع في القرية على سبيل المثال وليس الحصر متحف السالم ومتحف الحميد ومتحف العمر.
تقع قرية أشيقر على بعد ٢٠٠ كيلومتر شمال غرب الرياض، واستقر بها البدو منذ ١٥٠٠ عام، بسبب ينابيعها وبساتين الزيتون والنخيل المنخفضة فيها، كما غدت مكانًا شهيرًا لاستراحة الحجاج في طريقهم إلى مكة المكرمة، وتقع أشيقر في قلب نجد، على مساحةٍ من الواحات الممتدَّة على بعد ٢٠٠ كم شمال غرب الرياض، وتعكس روحًا من أصالة وعراقة المجتمع السعودي.
تُحاط أشيقر بجدرانٍ سميكةٍ تظلُّ أزقّتها المتعرِّجة، وممراتها الضيِّقة المؤطَّرة بالخشب، لتخترق مئات البيوت الطينيَّة الأثريَّة المزيَّنة ببساتين النَّخيل، ولترسم لوحةً من عراقة التصميم المعماريِّ النجديِّ بنوافذها وأسطحها المثلَّثة وأبوابها الخشبيَّة التي نُحت على بعضها أسماء العوائل التي سكنوا فيها.
