سياحة دينية

مصر تنعش السياحة الدينية بتحويل سيناء إلى ملتقى للأديان | مجلة السياحة العربية

تسعى مصر إلى إعادة السياحة المتدهورة لسنوات بسبب الأزمات الداخلية والهجمات الإرهابية المتعاقبة من خلال إحياء السياحة الدينية في سيناء. وتركز الحكومة المصرية على اختيار سيناء لكونها ملتقى هاما للديانتين اليهودية والمسيحية بالإضافة إلى مواجهة الإرهاب المتفشي في شمال سيناء بالتأكيد على قيم التسامح والسلام.

حيث نظمت مدينة شرم الشيخ السياحية بجنوب سيناء الخميس الماضي مؤتمرا دوليا بعنوان “سيناء ملتقى الأديان السماوية.. هنا نصلّي معا”، بمشاركة وفود سياحية من 16 دولة عربية وأجنبية، إلى جانب مشاركة عدد كبير من رجال الدين المسلمين والمسيحيين داخل مصر وخارجها، وشهد المؤتمر افتتاح المركز الثقافي الإسلامي بمسجد الصحابة بشرم الشيخ.

ويكمن الهدف الأساسي للمؤتمر في بث رسالة طمأنينة إلى العالم كله بأن سيناء أرض السلام وأن العمليات الإرهابية التي تقع بين حين وآخر في شمال سيناء لا تؤثر على استقرار الأوضاع في الجنوب.

ومنذ انخفاض عائدات السياحة في السنوات الماضية ظهر توجّه جديد ارتبط بالتّرويج لأنواع أخرى لم تكن تحظى بهذا الاهتمام من قبل، وكان على رأسها السياحة الدينية.

وأخذ الاهتمام بالسياحة الدينية في مصر أبعادا اقتصادية، بعد أن انصبّ التركيز الحكومي منذ العام 2014 على تطوير المعالم الدينية في محاولة للترويج للمقاصد السياحية المصرية باعتبارها ملتقى الأديان السماوية.

وأعلن وزير السياحة المصري يحيى راشد تدشين خطة لجذب السياحة الدينية باعتبارها أحد المنتجات المهمة التي يمكن من خلالها استعادة السياحة الثقافية إلى جانب كونها منتجاً يتيح التعرّف على التنوع الكبير للمقصد المصري من الناحية التاريخية والثقافية والطبيعية

ويتركّز التّرويج المصري للسياحة الدينية على شبة جزيرة سيناء كمنطقة سياحية دينية وأثرية إذ جمعت أنبياء الله إبراهيم ويوسف وموسى ومرّت منها رحلة العائلة المقدسة.

وقال وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة في مؤتمر ملتقى الأديان إن “سيناء تعدّ خير ممثّل للديانات السماوية الثلاث ويوجد بها جبل الطور ودير سانت كاترين والوادي المقدّس، بالإضافة إلى تمتّعها بأنواع السياحة المختلفة والتي ترتبط بالسياحة الدينية ومنها السياحة العلاجية والعلمية”.

ويتمتّع جنوب سيناء بالعديد من المواقع السياحية الدينية في مقدمتها معبد الإله “حتحور” ويوجد في منطقة سرابيط الخادم وهي من أهمّ المعالم السياحية بالنسبة إلى أصحاب الديانة اليهودية وتوجد تلك المنطقة فوق أحد الهضاب العالية وحولها بقايا مناجم الفيروز والنّحاس التي استخدمها المصريون القدماء في عصر الدولتين الوسطى والحديثة قبل الميلاد.

ويوجد جبل موسى الذي يشتمل في أعلى قمته على كنيسة وجامع صغير ويحرص السائحون على تسلّق الجبل عقب منتصف الليل ليصلوا قمّته قبيل شروق الشمس ويبدو منظر الشروق في تلك البقعة متعة تستحقّ كل مشقّة فتبدو قمم الجبال المحيطة وكأنها اكتست بلون أحمر مع بزوغ الشمس. وقال وزير الآثار المصري خالد العناني خلال المؤتمر إن “الاهتمام المصري بالسّياحة الدينية يرتبط بالرغبة في التواجد على الخريطة الدينية الأثرية على مستوى العالم على أن يكون ذلك عنصرا ثقافيا يوجّه رسائل عديدة إلى أصحاب الأفكار المتطرفة وينطوي على تحقيق أهداف مرتبطة بمنجزات التعايش السلمي واحترام الآخر”.

وكان ملف إحياء العائلة المقدسة حاضرا وبقوة خلال المؤتمر، وذلك من أجل إقامة برنامج سياحي متكامل، يستقطب الملايين من أتباع السيد المسيح لمشاهدة المكان وتفقده والسير في نفس الأماكن المقدسة التي سارت فيها السيدة مريم وولدها عيسى من خلال13 مكانًا داخل مصر خلال رحلتهما، بداية من رفح والعريش بسيناء حتى منطقة درنكة بمحافظة أسيوط بصعيد مصر.

وتشمل رحلة العائلة المقدسة بالوجه البحري في مصر العديد من المناطق أبرزها مصر القديمة والمطرية وعين شمس والمعادي ومنطقة الزيتون وباب زويلة في العاصمة القاهرة، ووادي النطرون في الصحراء الغربية، وتل بسطا بالقرب من الزقازيق بمحافظة الشرقية بدلتا النيل في شمال شرق القاهرة، ومدينة سخا بمحافظة كفر الشيخ في شمال مصر فضلا عن محافظتي المنيا وأسيوط في جنوب مصر.

وتستهدف خلال المرحلة الأولى من برامج رحلة العائلة وزارة السياحة المصرية جذب 3 ملايين سائح، بينما تستهدف الثانية -وتتم على خمس سنوات- 7 ملايين سائح، ثم الثالثة 15 مليونًا بعد 15 عاما، ويتوقع البعض أن يساهم البرنامج السياحي لمسار العائلة المقدسة في زيادة معدلات السياحة الثقافية في مصر بنسبة قد تصل إلى نحو 1 بالمئة خلال الفترة المقبلة.

وقال أستاذ الإرشاد السياحي بجامعة المنوفية نادر ألفي لـ”العرب” إن “مصر تعد من الدول التي تمتلك مقومات نجاح السياحة الدينية بها بما في ذلك السياحة الدينية اليهودية والتي تتواجد في أكثر من مكان سواء في سيناء أو القاهرة، غير أن تواجد تلك المقاومات بمفردها ليس كافيا لجذب السياحة، فهناك مشكلات اقتصادية وإدارية وأمنية عديدة تؤثر على الأدوار الحكومية التي تتم حاليا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى