ويمثل سوق السفنالسياحية ركيزة مهمة لنموحركة السياحة الذي من شأنه أن يسهم بفاعلية في زيادة مردودها الاقتصادي وتعزيز مساهمتها في زيادة الدخل وتنويع مصادره خاصة، وأن أبرز السفنالسياحية التي تزور السلطنة هي من فئة الكروز التي تحمل عددًا كبيرًا من السياح على متن كل سفينة يصل إلى أكثر من 2500 سائح بحسب العمانية.
وتقوم وزارة السياحة بدور كبير في تنمية وتطويرقطاعالسفنالسياحية بهدف الترويج للسلطنة كوجهة للسفن السياحية، بالتنسيق مع القطاع الحكومي وشركات القطاع الخاص ، وأيضا بالتنسيق معالسفنالسياحية عن طريق توفير بعض التسهيلات والتصاريح والحملات الترويجية المشتركة.
وتقوم السفنالسياحية التي تزور السلطنة بزيارة ثلاثة موانئ وهي ميناء السلطان قابوس وميناء صلالة وميناء خصب، إضافة إلى أن هناك خطةً مستقبليةً للعمل على تطوير بعض الموانئ ليتم استغلالها لاستقبال السفنالسياحية وهي ميناء صحار وميناء صور وميناء الدقم وميناء السويق.
وتتمثل أبرز مشاريع قطاعالسفنالسياحية في مشروع الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس الذي يعد أهم هذه المشاريع، حيث تم تكليف الشركة العمانية للتنمية السياحية “عمران” بتمثيل الحكومة للإشراف على مشروعتطوير الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس السياحي، التي ستجعل منه بوابة سياحية واقتصادية وثقافية فريدة من نوعها للسلطنة.
وسيتم تنفيذ المشروع على أربع مراحل، الذي يقع على مساحة إجمالية تبلغ 64 هكتارًا وسيشتمل على 6 فنادق بتصنيفات 3 و 4 و 5 نجوم، إضافة إلى العديد من الوحدات الفندقية ومحلات البيع بالتجزئة والمكاتب والمتنزهات ومعرض للأحياء البحرية ومرفأ للسفن واليخوت السياحية، فضلاً عن مرافق أخرى للجذبالسياحي.
وستتضمن المرحلة الأولى للمشروع الواقعة في قلب الميناء والمواجهة لمنطقة “مطرح” مرفأ للصيادين وفندق فئة “خمس نجوم” وفندق فئة “أربع نجوم” ومجمعًا تجاريًا يضم مجموعة من المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية المتنوعة، ومعرض الأحياء البحرية ومرفأ للسفن واليخوت السياحية، ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى بحلول عام 2020 ليكون مواكباً بذلك الأحداث الثقافية والرياضية الكبيرة القادمة للمنطقة على أن تنتهي أعمال البناء لجميع مراحل المشروع في عام 2027.
وترتكز استراتيجية الحكومة في التطوير السياحي على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث تعمل مؤسسات القطاع الخاص والمستثمرون جنبًا إلى جنب مع الحكومة للمساهمة في تنمية وتنفيذ المشاريعالسياحية بما يحقق عوائد مستقبلية مشتركة ويكفل تحقيق النمو لقطاع السفر والسياحة في السلطنة.
كما قامت وزارة السياحة بتكليف شركة متخصصة في مجال التقنية المعلوماتية بإدارة سيارات الأجرة في فنادق الخمس والأربع والثلاث نجوم في محافظة مسقط وميناء السلطان قابوس السياحي بما يتماشى مع أهداف وزارة السياحة لتنظيم قطاع السياحة وإثراء التجربة السياحية للزوار وتنامي استفادة المجتمع المحلي من هذا القطاع من خلال سائقي سيارات الأجرة.
وأكد مدير عام الترويج السياحي بوزارة السياحة سالم بن عدي المعمري أن قطاعالسفنالسياحيةبالسلطنة شهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة ويعد من أسرع القطاعات السياحيةنموًا، حيث بلغ عدد زيارات السفنالسياحية في 2015 – 2016 حوالي 230 زيارة وفي 2016 – 2017 بلغ 252 زيارة ومن المتوقع أن يصل عددها خلال موسمالسفنالسياحية 2018 – 2019 إلى 260 سفينة.
وقال: إن عدد الزوار القادمين لكلٍ من ميناء السلطان قابوس وميناء صلالة وميناء خصب بنهاية 2017 بلغ حوالي 8ر221 ألف زائر مقارنة بـ 1ر217 ألف زائر في عام 2016 بنسبة نمو قدرها 2ر2% ، مشيرًا إلى أن عدد الزوار قد بلغ خلال الأشهر الأولى من عام 2018 حوالي 8ر110 ألف زائر.
وأوضح سالم بن عدي المعمري أن هنالك رهانًا مستقبليًا على قطاعالسفنالسياحية كأحد القطاعاتالسياحية الواعدة والمستدامة في الاستراتيجية العمانية للسياحة 2040 خاصة وأن هناك توقعات بدخولموانئعمانية أخرى في هذا القطاع, مشيراً إلى أن للسلطنة شراكات استراتيجية في قطاعالسفنالسياحية وهي مبنية على استراتيجيات وخطط عمل عالمية بسبب خصوصية هذا القطاع وعمليات الترويج والتسويق وعقد اتفاقيات العمل الثنائية والمشتركة المتعلقة به.
من جانبه أوضح مدير عام السياحة في محافظة ظفار مرهون بن سعيد العامري أن أعدادًا كبيرة من السفنالسياحية الكبيرة تتوافد على محافظة ظفار سنويا تُقل آلاف السياح الأوروبيين، مشيرا إلى أن هذهالسفن تبدأ جولاتها من محافظة مسندم ثم مسقط وتنتهي بمحافظة ظفار.
وقال: إنه عند وصول هذه السفن لمحافظة ظفار يتم التنسيق مع الوكيل المحلي من شركات السياحة لتوفير حافلات لنقل السياح، إضافة إلى توفير المرشدين السياحيين في جولات تستغرق نصف يوم لزيارة الأسواق المعروفة في صلالة والحصون والقلاع التاريخية والاستمتاع بالمواقع السياحية المعروفة كمتحف أرض اللبان الذي يستهوي العديد من السياح الأوروبيين القادمين عن طريق السفنالسياحية.
وبين مدير عام السياحة في محافظة ظفار أن عدد السفنالسياحية التي تصل إلى صلالة تتراوح ما بين 35 إلى 45 سفينة، مشيرا إلى أن كل سفينة سياحية لا يقل عدد السياح بها عن 1500 سائح.
وتقوم شركات القطاع الخاص بالتعاون مع الجهات الحكومية بتنظيم الزيارات لتلك السفنالسياحيةوإعداد برامج مختلفة للسياح القادمين على متنها من خلال تنظيم بعض الزيارات السريعة إلى بعض المواقع السياحية بمحافظة مسقط والمحافظات القريبة منها.
من جانبه قال عضو مجلس الإدارة في مجموعة كيمجي الرائدة في مجال تنظيم عمليات السفن السياحة بانكاج كيمجي: إن الموانئ العمانية أصبحت مدرجة في جدول الرحلات البحرية في العالم نظرا لمرونة وسهولة اللوائح المعمول بها بالموانئ وما تتمتع به السلطنة من تاريخ ثري في التجارة البحرية، والثقافة العربية الأصيلة، والهندسة المعمارية الإسلامية، والتسامح الديني، والسلامة، والنظافة الفائقة، والضيافة العربية الأصيلة، والمدينة الحديثة دون فقدان أصالتها، والفنادق ذات العلامات التجارية العالمية ، والمطاعم المتخصصة ، والجبال الصخرية ، والصحاري ، والشواطئ البكر مما جعل تلك الموانئ تستقبل سنويا الكثير من السفنالسياحية العالمية وازدياد عدد السياح الذين يرغبون في زيارةالسلطنة .
وأوضح أنه عند الانتهاء من تنفيذ الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس واكتمال البنية الأساسية من طرق ومطارات وشركات طيران واتصالات وفنادق ومطاعم عالمية فإن قطاع الرحلات البحرية سوف يرفد الاقتصاد العماني بإيرادات كبيرة نتيجة لارتفاع عدد السفنالسياحية والسياح الراغبين في زيارةالسلطنة.
وأشار إلى أنه وفقاً للدراسة الاستقصائية التي أجريت على 76% من السياح الذين قاموا بزيارة السلطنةلأول مرة فإن 45% منهم أكدوا أنهم سيعودون بالتأكيد على متن رحلة بحرية أخرى و 31% منهم أكدوا العودة في إجازة و 45% ، أكدوا أنهم كانوا سيبقون فترة أطول في عُمان و 49% أكدوا أنهم سيوصون بزيارة السلطنة للآخرين.
وأكد أنه يتم التحضير لزيارة 144 سفينة خلال هذا الموسم ،86 سفينة في مسقط ، و 29 في صلالة و 29 في خصب , بنسبة نمو قدرها 33% عن العام الماضي، مشيراً إلى أنه جارٍ عمل الاتصالات مع الجهات المختصة من جهات حكومية وقطاع خاص ومالكي سيارات الدفع الرباعي من أجل تقديم خدمة عالية الجودة وحركة سلسة لجميع المسافرين القادمين على متن هذه السفنالسياحية.