تعرف علي النواعير وطرق عملها

في العراق
حديثة منطقة سياحية يمكن لها ان تتطور وتضحى منتجعا عالميا
“-مدينة حديثة في محافظة الانبار تشتهر بالنواعير
“-اليونسكو تحتفي بنواعير حديثة
اصحاب الحرفة مستاؤون من اندثاره على الدولة اعادة الحياة للنواعير والمحافظة عليها باعتبارها ثروة تراثية وارث الاجداد صناع الحضارة

بغداد/ لمى الربيعي

النواعير هي من وسائل الري البدائية وهي الات خشبية على شكل دواليب دائرية الحركة تدور حول نفسها توضع بقناطير حجرية مبنية على جرف النهر. وتستخدم كوسيلة ري في الزراعة بفعل دفع المياه وتنقل الماء باواني فخارية خاصة مربوطة بها الى ساقية عالية لينحدر الماء وينساب فيها لتروي البساتين وتستعمل اعواد شجر التوت حصرا في الصناعة التي يعدها النجارين المختصين والذي لم يبق منهم غير القلة حيث تركب النواعير بطريقة هندسية وفنية لايتقنها غير الحرفي في هذا المجال

واليوم تدرج نواعير قضائي حديثة وهيت في محافظة الانبار ضمن لائحة التراث العالمي (اليونسكو ) لصون التراث الثقافي غير المادي صورة عراقية جديدة تضاف الى سلسلة انجازات حضارة وادي الرافدين الحضارة الازلية القديمة التي خطت اول حرف في تاريخ البشرية مما يفتح افاقا جديدة لحرفة امتدادها التاريخي. لعصر الاكديين في الالف الرابع قبل الميلاد . ..
رغم التطور الحضاري والعمراني الا ان مدينة حديثة تحتفظ بارثها التراثي في صناعة النواعير. ممايمثل قيمة اثرية تقع حديثة غربي محافظة الانبار حيث.تتصف بمدينة النواعير التي تنتشر على نهر الفرات مما يضيف للنهر رونقا وجمالا .وايضا تنتشر النواعير في اعلي الفرات في هيت وراوه وعانه
.
في لقاء جمعنا بالشيخ فاضل عبد المجيد العنزي احد وجهاء مدينة حديثة فحدثنا وقد عاد بنا الى اعماق التاريخ فاخذنا الى صور النواعير وكيفية بناءها واقامتها وعملها ومكانتها في العملية الزراعية واهميتها في السقي بشكل سلس

النواعير هي هوية مدينة حديثة المميزة بالخضرة وجمال الطبيعة الزاهية على جرف نهر الفرات فحرفة صناعة النواعير. حرفة متوارثة عن الاجداد ويختص بها نجارون حرفيون والذين بداوا بالتناقص لقلة الطلب على صناعتها وعدم ديمومة الحرفة واشهرهم في مدينة حديثة حاليا هم والخبير المهندس وجيه الالوسي احد خبراء صناعة النواعير بادق التفاصيل والحرفيين. صباح نوري جمعة وصائب عبد الجليل وخالد مولد شويش

ومن سعى لادامة الحرفة وعمل جاهدا لرعايتها هو غسان عياده ونواعير اعيدت حاليا كانت بجهود نديم البياتي وعن طريق احدى المنظمات الدولية .

(طريقة صناعتها بلغة الحرفيين )

فيما وصف لنا الشيخ فاضل العنزي طريقة صناعة النواعير بلغة الحرفيين وبالاسماء المطلقة على اجزاء الناعور. وتركيبه وطريقة عمله ..
المسمى ب العابر هو محور الدوران من التوث اجزاءه البسمات وهي محور الدوران
المعكد منتصف العبر التي يتم تثبيت هيكل الناعور عليها عودان الناعور وعددها ٢٤ عود قابلة للزيادة والنقصان حسب قطر الناعور وهي كالاتي
المهيات وعددها اربعة وغالبا تكون من التوث وهي اساس بناء الناعور وتكون معاكسة الاتجاه الروابع وعددها ثمانية وهي متعامدة على المهيات ومتعاكسة فيما بينها الملاجي وعددها ستة وتوزع بزوايا مختلفة على الروابع وهي متعاكسة فيما بينها الحواضن وعددها اربعة وتوزع بزوايا على الملاجي وكذا متعاكسة فيما بينها الهذالات وعددها اثنان وهي موازية للمهيات
رأس العود يسمى فرعة
في حال كون العود قصير يتم اطالته بوصلة تسمى كركد
الطوق او الطوك
ويتكون من قطع صغيرة طول الواحدة حوالي مترين تسمى الجفافة
ويتكون الطوك من دائرتين الخارجية تسمى الطفافة فيها بالظهر او ظهارة والداخلية تسمى بالبطن او بطانة
تربط فيما بينها بمسامير خشبية من الطرفة تسمى الحفوف مفردها حف
تربط رؤوس الاعواد على الطوك بمسامير خشب من التوث تسمى فرعة
يتم وزن الناعور بتحبيه بالخشاب تسمى بالحشوات وغالبا تكون من الغرب
يتم زيادة تثبيت اعواد الناعور بحبال مصنوعة من الشوك تسمى المزرات ويتم عقدها باعواد من جريد السعف تسمى الشلاهم او الشداهم
يتم زيادة قوة دوران الناعور بوضع السريجة او الشريجة وهي لوح كبير مصنوع من جريد النخل ويتم تعليقها بحبال من الغرب او الرمان تسمى علاكات
يتم تثبيت اواني حمل الماء وتسمى بالكوك ويتم ربطها بالمزرات على الطوك
يتم تثبيت العابر على قطعتي خشب تسمى السدان وعددها اثنان ومحور الدوران يسمى مدارس
هذا مختصر الناعور
اما البناء القرية فيقسم الى الجزء المغمور ويسمى التكبيشة وهو الغاطس في الماء والجزء المعمور وهو الجزء الظاهر فوق الماء ويتم بناءه على التكبيشة وتكون اجزاءه السيب وهي غالبا تكون ثلاثة جرفاني والرئيس والبراني
المعكد او المجمول
الغربة والحوض والذروة
الساقية والعيون ويحيط بصدر القرية الممشة
وغالبا يكون من الحجر والكلس النورة. ..

وهنا عاد بنا الشيخ فاضل العنزي الى الماضي مستذكرا ايام الطفولة ونشاته في مدينته الجميلة وبعض الحكايا المستاثرة في حب الناعور
ومدى اهميته في حياتهم

فبدا حديثة عن مصدر اشتقاق اسماء القرى المجاورة للمدينة قائلا
ومن ذكريات النواعير كانت البيوت تبني بالقرب من الناعور ياخذ اسم قرية من اسم النواعير مثل قرية دوالهود من نواعير قرية دوالهود والقرية او الگرية بمعني البناء الذي يحمل الناعور والمنطقة التي يسقيها الناعور والمساكن المبنيه ضمن مساحة سقي الناعور وكنت الغاية من تجمع البيوت حول عامود مجرى ساقية الناعور لتكون الساقية مصدر مياة الشرب لانسان والحيوان وكذلك مصدر مياه لغسيل المواعين اي اوني الطبخ وغسل الملابس وكنا في الطفولة نمارس لعبة بناء البيوت الرملية على حواف الساقية وبشكل جميل جدا وعن طريق تنقط الرمل بعد اخرجة من الماء باشكال هندسية جميلة تبدع بها انامل الصغار وكنا عندما نسبح بالقرب من الناعور نحاول التعلق به ليرفعنا معه عاليا ثم نقفزه منه لاضهار الشجاعة والتميز وكانت لنا اهازيج تخص الناعور بل نحاكيه بها ونحن صغار.. دار الناعور بالكرشي مكسور الگوگ ما يمشي.. وعندما يبطئ مشي الناعور ويصبح له صوت متقطع طق طقة.. نرفع الصياح بهوسة.. طق طق ناعورك مادار صيحوا لمهيدي النجار وكان لصوت الناعور خصوصا في ليل حديثة حنين وصدى موسيقي يثير العواطف ويكسر صمت والسكون ليبدد ظلام لليل بمائه الهادر نعم كانت القرية والناعور والساقية حياة لمدينة لانسان والحيوان والنبات..
واضاف لنا العنزي مسترسلا بحديثة الشيق عن الذكريات قائلا

وفي احدى القصص الطريفة لسكان حديثة زار احد وجهاء حديثة المرحوم ابراهيم داود الدلي ال جعفر احد شيوخ البدو وكان للشيخ عبد واحد صب الماء للحديثي ابرا هيم الدلي ليغسل يديه فقال الحديثي للشيخ البدوي انت اكرمتني بعبدك ليصب الماء على يدي والله لان زرتنا في حديثة لاجعلن اربع وعشرين حرا يصبون الماء على يدك فذهل البدوي وتعجب من مكانة هذا الحديثي ونفوذه حتى شد الرحال بعد مدة من الزمان ليزور صاحبه الحديثي في الحديثة والحديثة هي جزيرة وسطة الفرات منها اخذة مدينة حديثة اسمها وهي الان تسمي الحويجة وما ان وصل البدوي الحديثة وتناول الغداء وكان بيت الحديثي منخض يسمى سرداب بيت دلي وتمر من فوقة ساقية الناعور قال الحديثي للبدوي تفضل اغسل يدك من هذه الساقية فغسل يديه وتعجب قال ياابراهيم قلت لي سيصب الماء على يدي اربعة وعشرين حرا فلم اجد اي احد منهم ماذا دهاك فرد عليه الحديثي والله ان اربعة وعشر حرا قدم لك الماء انظر الى الناعور قصد عيدان الناعور والگوگ التي تصب الماء في الساقية فقال البدوي والله لقد غلبتي بغعلتك..

وكما هو حال الحياة في تقلب فيها من السعادة كما فيها من الحزن .. يستذكر الشيخ احدى الماسي راويا القصة ..
ومن قصص الحزن لاحد الفلاحين الذي اغرق الناعور اولادة السبعة حيث ارسل ابنه البكر ليشد شلهم لناعور وتأخر ولم يعد ثم ارسل ابنه الاخر ولم يعد وهكذا حتى ارسل اخر ابناءه وكان اسمه حبيب وتأخر ولم يرجع لا هو ولا اخوته فذهبت امهم لترى الامر فلم تجد غير بقاء احذيتهم وبعض المتعاء فقد اخرهم الناعور الي قرع السيب واغرقهم جمعيا… فقال ابوهم هذه الابيات من الشعر.. يالمعلم شد لناعور شالهم
وعلى فراگ الغوالي الگلب شالهم
سبع شبان ناعور السعد شالهم
ورماهم تحت طيات السياب
ياحبيب ياياب

واضاف العنزي قائلا .. وانا سمعت احد أبناء حديثة يرثي جاره عند وفاته… رحل جار السرور وجار جريه
ويادمعي مابطل هاشوله وجريه
انا شبه ناعور الب جريه
لحن على الولف الولي الركاب

وبعد هذه القصص الجميلة والمؤثرة منها عاد بنا الشيخ فاضل العنزي ليحدثنا
عن اهميةالحاجة لابقاء هذا التراث القديم بالقول :

اعادة الحياة الى القرية والناعور والساقية اي تعود النواعير تعمل بشكل حقيقي وانتاجي لسقي المزروعات والبساتين واعادة تقسيم عداد السقي كما كان سابقا وترفع مضخات الزراعية اقلها عن القرية مباشرة والاهتمام بترميم بناء القرية خصوصا بانها تفقد قوتها اذا انقطع الماء عنها لفترة طويلة حيث انهار العدد منها لهذا السبب كذلك كري النهر بعد ان اصحب مليئ بالاعشاب ونبات القصب الذي بات يسد مجرى المياة و يمنع دخولها السيب مما يقلل دوران الناعور او ايقافة.. ومن الضروري تثبيت الاماكن التي يبسط بها الناعور وهي في الغالب قريبة من القرية وكذلك الاهتمام بتعبيد مماشي والمسلك الى الناعور وتحديدها بما لا يسبب الازعاج والاحراج للعوائل المنطقة والقريبة بيوتها من النواعير
(بناء وتصميم كورنيش )
وكذلك بناء كورنيش بشكل هندسي بسيط لا يتجاوز عرضه المترين امام القرية وبناء منصة تعطي المجال الامن لمشاهدة النواعير ..
وكذلك بناء منشأت واماكن سياحية في اماكن في وسط النهر خصوصا وجود جز مؤهولة مثل الحويجة وربان والوس واخرى غير مأهولة مثل حويجة بيت نعيم وخزانه وعلى باش طبعا فيها جميع القرية والناعور
واضاف الشيخ معلومة ملفتا انظار المسؤولين قائلا …
لابد للمسؤولين في دائرة السياحة في المحافظة من الاهتمام بهذا الجانب وجعل منطقة النواعير منطقة سياحية لجذب السواح