مقالات

أوبرا عايدة بين الفن والسياحة | مجلة السياحة العربية

منذ سنوات شاهدت أوبرا عايدة ولأول مرة فى الهواء الطلق وكان ذلك فى معبد الأقصر وتولى إقامتها فى هذا المكان مصرى يقيم فى النمسا ومتزوج من فنانة مغنية أوبرا.. هذا المصرى فكر فى الطريقة المثالية لكى يكسب وأيضا لكى يقدم صورة للسائح الأجنبى عن مصر من خلال مشاهدته أحد أكبر العروض الفنية وأيضا أكبر الأماكن التاريخية لدينا فى هذه المدينة القديمة .. الأقصر.

واعتمد على أكبر أسماء فى عالم الغناء الأوبرالى عندما تعاقد مع بلاسيدو دونجو ليكون هو بطل هذا العمل والمعروف أن بلاسيدو دونجو من أكبر مغنىّ الأوبرا العالميين وطبقة صوته تينور. وكانت هذه ربما أول مرة يتوافد من أوربا وأيضا من أمريكا العديد من المتفرجين وهم أيضا من السياح بالطبع فهذا المغنى الكبير كان يمكن لأى متفرج أن يحضر عرضا له فى أوروبا أو أمريكا .. تعهد أن يحضر له حفلا فى مصر.. هذه هى الفكرة التى تعانق السياحة والفن فى آن واحد. وبالفعل أقيمت الأوبرا فى هذا الجو الساحر وأذكر وقتها أن حضر عدد كبير من المتفرجين من أوروبا وأيضا من أمريكا. من أوروبا حضرت ملكة إسبانيا وحضر من باريس كريستيان ديور كما وصل عدد من مليارديرات أمريكا من خلال طائرات خاصة. المهم أن هذا العمل «أوبرا عايدة» يعد من الأعمال الأوبرالية التى لها جمهور كبير فى الغرب كانت السبب فى هذا التجمع الكبير لا أقول للأجانب ولكن من وجهة نظرى من السياح. بعد ذلك كانت إقامة هذه الأوبرا فى البر الغربى وأذكر وقتها كان ناصر الأنصارى هو رئيس الأوبرا ثم أقيمت فيما بعد فى مسرح الصوت والضوء وأيضا فى موقع فريد فى الهرم يشاهد من خلاله المتفرج كلا من الأهرامات الثلاثة وأبى الهول. كانت هذه الأوبرا من خلال فنانين مصريين وأيضا كان الفنان الراحل عبد المنعم كامل هو مخرج هذه الأوبرا . ربما ذكرنى بهذا العمل أن الأوبرا سوف تقدم أوبرا عايدة وهى بالفعل أكبر الأوبرات نظرا لما تحويه من الغناء الفردى والجماعى الكورالى والبالية وبالطبع الموسيقى التى صاغها فيردى الموسيقار العالمى الذى اتفق معه الخديو اسماعيل ليقدمها فى افتتاح قناة السويس. أعلم أن دار الأوبرا ستقدم هذا العمل الكبير فى مايو المقبل وهى فرصة كافية لكى تدعو وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة من خلال مكاتبها العديد من السياح الذين لن يجدوا فرصة لمشاهدة هذه الأوبرا وفى مكانها مصر.. مصر القديمة.. هل يمكن أن تنشط وزارة السياحة وأيضا وزارة الشباب والرياضة بأن يتكاتفوا مع وزارة الثقافة التى تتبعها دار الأوبرا فى تقديم هذا العمل فى الهواء الطلق بمنطقة الأهرامات ؟ نحن نطلب السياحة ونطلب السياح ولكن بالطرق التقليدية التى لم تعد هى الكفيلة بأن تجذب السياح لزيارة مصر خاصة مع توافر عمل فنى كبير وفى المكان الأهم وهو الأهرامات. لدينا من الآن الوقت لتجهيز مسرح فى الهواء الطلق فى هذا المكان وربما ماتحتاجه هو أيضا بعض من أثرياء مصر لينضموا لهذه الوزارات لتحقيق ما يعد من أهم أحلامنا فى جذب السياحة الى بلدنا. من قام بداية بهذا العمل ونجح فيه مواطن ثرى مصرى من النمسا حبا فى بلده وأيضا كان المكسب نصب عينيه وقد كان بالفعل أن كسب من هذه الفكرة. لماذا لا نجرب مرة أخرى أن ندعو السياحة لمصر من خلال الفن.. الفن الذى يفهمونه وأيضا يحبونه. من يأتى من الخارج سيشاهد هذا العمل ويقينا سيذهب أيضا إلى بلاد الحضارة القديمة.. الأقصر وربما أيضا إلى شواطئنا البديعة فى الغردقة وشرم الشيخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى