محمد العجلان
حصد تصميم حديقة الملك سلمان في العاصمة السعودية الرياض على جائزة المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين في الشرق الأوسط لعام 2025، وذلك في فئة المشاريع المستقبلية التي من المتوقع أن تكون أكبر حديقة حضرية في العالَم عند إنجازها بالكامل، بتصميم مكتب جيربر للعمارة، وكان هذا العام قد شهد إطلاق النسخة الأولى من جوائز المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين الشرق الأوسط، والتي تسعى لتكريم الإنجازات المعمارية الاستثنائية في المنطقة، والمشاريع التي تتبنى مناهج جديدة في معايير الاستدامة، وتسعى في نفس الوقت لتحسين جودة الحياة، والحفاظ على ثقافة المكان.
وتُعد حديقة الملك سلمان نموذجًا رياديًا للتطوير الحضري، حيث يسعى المشروع لتحويل موقع قاعدة الملك سلمان الجوية (مطار الرياض القديم) إلى أكبر حدائق المدن في العالم، بمساحة تبلغ 16.7 كيلومتر مربع. ويتبنى المشروع معايير مستدامة تركز على المزج بين الجماليات الطبيعية والابتكارات التقنية، وتعزيز جودة الحياة عبر توفير مساحات طبيعية، ومرافق ثقافية وفنية تلهم الزوار وتثري حياتهم، بما يتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030 لإيجاد مجتمع حيوي وصحي.
ومن المتوقع أن تُساهم الحديقة في تحسين الطقس وتعزيز التنوّع الحيوي في الرياض. ويأتي تصميم المشروع نتيجة تبنّي مقارَبة بحثية متعددة التخصصات تم من خلالها وضع آليات تسمح بتخصيب التربة الصحراوية، وتوفير إمدادات مياه بشكل مستدام، واختيار مجموعة من النباتات والأشجار القادرة على تحمّل الظروف المناخية السائدة في المنطقة.
وكانت مؤسسة حديقة الملك سلمان قد أوكلت مهمة مشروع الحديقة وتصميم المناظر الطبيعية والمخططات الرئيسية والتصاميم التفصيلية إلى كيان مشترك يجمع مكاتب جيربر للعمارة وبورو هابولد وسيتيك، بحيث يتولى مكتب جيربر للعمارة قيادة المشروع، بينما يضطلع كل من بورو هابولد وسيتيك بالتصميم الهندسي.
وصرّح البروفيسور إيكهارد جيربر، كبير معماريي مكتب جيربر للعمارة: “تسهم حديقة الملك سلمان في رفع معايير الوجهات الطبيعية الحضرية، من خلال دمجها بين مفهوم الابتكار البيئي والأهداف الاجتماعية والثقافية. ويُشرّفنا أن يحظى هذا المشروع بتكريم المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين بفضل مساهمته في عملية التطوير الحضري المستدام للمنطقة“.
