سونيا ابيضي ـ تونس
أيام٣ ،٤ و٥ تشرين الأول أكتوبر عاشت الجميلة أيام تفاصيل التراث الاندلسي
من هي الجميلة ؟
في قلب الشمال الغربي للبلاد التونسية ، تتهادى تستورالجميلة كأنها لحن أندلسي عالق في ذاكرة الزمن. مدينة تعانق الجبال وتغفو على ضفاف مجردة، تحفظ في حجارتها أنفاس الموريسكيين الذين حملوا معهم من غرناطة رائحة الياسمين، وأسرار المعمار، وحنينًا لا يزول…
في قلب الشمال الغربي للبلاد التونسية ، تتهادى تستور الجميلة كأنها لحن أندلسي عالق في ذاكرة الزمن. مدينة تعانق الجبال وتغفو على ضفاف مجردة، تحفظ في حجارتها أنفاس الموريسكيين الذين حملوا معهم من غرناطة رائحة الياسمين، وأسرار المعمار، وحنينًا لا يزول…
كل زاوية في تستور.. كل ركن كل انحناءة مسلك تُحدّث الزائر عن فن العيش الجميل: من مآذنها التي تدور ساعاتها عكس المألوف، إلى نوافذها الفريدة وأبوابها الخشبية المزخرفة التي تنفتح على عبق التاريخ. هنا، يمتزج النَفَس العربي بالأندلسي، ويغدو الجمال طقسًا يوميًا، والحنين لغة لا تنطفئ.
مع اطلالة مهرجان التراث الأندلسي، تعود المدينة إلى نبضها الأول. تتلألأ الأزياء المطرّزة، وتتراقص الألحان الأندلسية في أزقة ضيقة تعبق برائحة الرمان الناضج تتعالى الموسيقى هنا وهناك متصاعدة بين ثنايا الجدران الحبلى بالتاريخ و المتعالية بالجغرافيا
مهرجان في دورته الثالثة جمع بين المعارض والشعر والادب والموسيقى وابتسامة الأهالي الدائمة ..
الرمان في تستور ليس مجرد ثمرة، بل رمز للخصب والاستمرارية، وذاكرة حيّة تربط الماضي بالحاضر. تتدلّى عناقيده في حدائق المدينة كنجفة معلقة حمراء تحرسها يد الفلاح التستوريّ، الذي يورّث الأرض كما يورّث الحب والكرامة.
يُقال إنّ رمان تستور يحمل نكهة مختلفة، لأن جذوره تشرب من تربة هادئة تشبه أهلها، ولأنّ نسيم الأندلس لا يزال يهمس في أغصانه. من أحمره تصنع النساء العصائر والمربّيات، وتزيّن به الموائد، ويقدَّم للضيوف عربون ودّ وكرم…
تستور هي الجميلة التي لا تشيخ وان شاخت ..هي التي تفتح ذراعيها لكل قادم وكل عابر وكل سائح وكل مكتشف و كل فنان وكل عاشق للجمال ..تستور قصيدة كتبت بدم الرمان ولْحٌنت على مقام موسيقي عربي اندلسي …وباتت ذاكرة لا تنام
