السياحة العربية

“عبدالله بن سعود” لائحة عمرها 29 عاما تعطل السياحة البحرية السعودية | مجلة السياحة العربية

جدة – عادل الدريبي

حمل رئيس اللجنة الرئيسية للسياحة والترفيه بغرفة جدة الأمير عبدالله بن سعود اللوائح القديمة مسؤولية تعطل المنتج السياحي البحري الذي يمكن أن يساهم بشكل كبير في الدخل الوطني، مبينا أن اللائحة التي يجري العمل بها حاليا أصدرها قطاع حرس الحدود منذ 29 عاما.

واعترف بوجود عوائق كثيرة تقف دون تحقيق الاستثمار الأمثل للشواطئ الفيروزية لجدة التي يصل طولها إلى 110 كم، وقال هناك تعليمات قديمة ولوائح بالية يتمسك بها حرس الحدود تعطل السياحة البحرية وتسبب شلل كامل لها، وآخر تحديث للوائح البحرية عمره 29 عاما، حيث نعمل حالياً باللائحة التي صدرت في 1410هـ، وطالبنا بتحديث هذه اللوائح منذ عدة سنوات، وشكلت لجان من هيئة السياحة ووزارتي النقل والزراعة وجرى الاجتماع مع حرس الحدود، لكنهم تمسكوا بموقفهم ورفضوا اجراء أي تعديلات في اللائحة التي تحرم المرأة وأبناءها دون سن البلوغ من الخروج في أي رحلة بحرية سواء كانت للغوص أو الصيد، كما أن الكثير من الأجانب الذين خرجوا في رحلات نهاية الأسبوع مع أسرهم رفضوا العودة مرة أخرى من كثرة التعقيدات.

وانتقد عدم وجود ناد بحري في جميع المدن السعودية الساحلية، قائلا : من المؤسف ألا ينشأ أي ناد بحري حتى الآن، لا توجد جهة تحافظ على الموروث التاريخي للبحر، ولم يقدم اتحاد الرياضات البحرية منذ إنشائه بالسعودية أي أنشطة مستدامة تساهم في تطوير اللعبة واعتمد على الاجتهادات الفردية، مشيراً أن المستثمرون جاهزون وعلى أهبة الاستعداد لعمل العديد من المشاريع السياحية البحرية لكنهم يخافون من التعقيدات، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن جدة هي عاصمة السياحة السعودية وتتميز ببنية تحتية جيدة فيما يخص الخدمات، وتستقبل سنويا ما لا يقل عن 5 ملايين زائر، لكنه في الوقت نفسه لا تملك سوى 10 مراسي بحرية، لا تتجاوز سعة أكبر مرسى 300 قارب في حين لا يزيد عدد القوارب في البقية عن 150 قاربا، وهو عدد محدود جدا، ويحد من رغبة الكثيرين في الاستمتاع بالسياحة البحرية.

ولفت الخبير البحري محمد المشاط إلى أرقام صادمة عن السياحة البحرية، فأكد أن اليخوت المرخص لها في جدة لا تتجاوز 112 يختا، في حين وصلت إلى أكثر من 25 ألف يخت في دبي الإماراتية، وتجاوزت 19 ألف يخت في الغردقة المصرية، وقال: عدد الذين يستمتعون بالرحلات البحرية في جدة لا يزيد على 1000 شخص من عدد سكان يتجاوز 4 ملايين نسمة.

من جهته قال المستثمر في القطاع فهد الحارثي إن عائد الاستثمارات البحرية في جدة لا يذكر وان رياضة الغوص شبه غائية، في حين تحقق رياضة الغوص في شرم الشيخ المصرية 250 مليون دولار، وتزيد عوائدها في الولايات المتحدة الأمريكية على 700 مليون دولار، اضافة إلى 2 مليار دولار عوائد غير مباشرة، وكذلك تحقق الفلبين عوائد كبيرة من الغوص.

وطالب مدير الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة مكة المكرمة محمد العمري بضرورة توحيد التراخيص البحرية لتكون في أيدي جهة واحدة، بدلاً من توزيعها بين وزارة النقل وحرس الحدود والهيئة العامة للرياضة بعد نقل رياضة الغوص لها، وقال: الغريب أن جدة التي يوجد فيها أكثر من 6 ألاف دباب بحري لا تستثمر في هذه السياحة البحرية بالشكل المطلوب، حيث اختفت الكثير من الفعاليات البحرية التي كانت موجودة من قبل وذهبت لدول مجاورة، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود استراتيجية متكاملة لدى الهيئة العامة للسياحة لدعم وتطوير هذه السياحة بالتعاون مع الجهات الأخرى.

وأشار مدير النقل البحري بوزارة النقل فرع منطقة مكة المكرمة ثامر النحاس إلى أن وزارة النقل تتحمل الجزء الأكبر من مسؤوولية اصدار التراخيص البحرية، مشيراً إلى وجود ما يقارب 21 الف وحدة بحرية ما بين باخرة وقارب ويخت ودباب، وأنه جاري العمل في المراحل الأولى من المسح والدراسة للجسر البحري الذي يتوقع أن يربط شمال وجنوب البحر الأحمر بجدة، ولفت إلى وجود أكثر من 4 ألاف غواص مرخص تم تحويلهم من وزارة الزراعة إلى الهيئة العامة للرياضة، لكن الفيز السياحية تقف عائقاً في طريق تطوير الكثير من المنتجات السياحية.

22472621_1768191373478446_1168764192_n

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى