السياحة العربية

حجم الاستثمار في قطاع السياحة بإقليم كوردستان يتجاوز ستة مليارات دولار | مجلة السياحة العربية

القاهرة – السياحة العربية 

أعلن مسؤول في الهيئة العامة للسياحة في إقليم كوردستان أن هيئة الاستثمار استثمرت خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية 6.779 مليار دولار في قطاع السياحة وأن مشاريع هذا القطاع كان لها دور بارز في جذب الأموال إلى إقليم كوردستان.

يعد صدور قانون الاستثمار في إقليم كوردستان، حصل 912 مشروعاً من 13 قطاعاً على إجازات، لكن 103 من تلك الإجازات تم إلغاؤها لأسباب مختلفة، وبلغ مجموع رؤوس أموال المشاريع المتبقية، وعددها 809 مشاريع، 48.661 مليار دولار.

وبين هذه المشاريع، تأتي مشاريع قطاع السياحة في المرتبة الثالثة بعد المشاريع الصناعية والسكنية، حيث أن هناك 147 مشروعاً سياحياً برأسمال يبلغ 6.779 مليار دولار.

وصرح مدير دائرة التحقيق والبيانات في هيئة الاستثمار والتي تتولى متابعة المشاريع السياحية، سربست خدر، لشبكة رووداو الإعلامية بالقول: “تبين لنا من متابعتنا للمشاريع السياحية أن خمسين مشروعاً من أصل 147 تم تنفيذه بنسبة 100%، وهذه المشاريع تستقبل السائحين حالياً، وقسم كبير من هذه المشاريع عبارة عن فنادق ومطاعم أصبحت مصدر جذب للسائحين”.

المشاريع الخمسين التي تم إنجازها وبدأت تعمل هي عشرة فنادق راقية وتسعة موتيلات ومطاعم سياحية، و24 مدينة ألعاب عصرية وقرى سياحية وسبعة مراكز تسوق عصرية.

ويعد مجمع أكواتارين واحداً من المشاريع التي أجازتها هيئة الاستثمار في أربيل، والمشروع قائم على مساحة 20 دونماً برأسمال قدره 20 مليون دولار.

يتألف المشروع من قسمين، الأول مركز رياضي عصري ومسبح أولومبي مفتوح على مدار السنة، والقسم الثاني رياضي يفتح أبوابه في موسم السياحة لمدة أربعة أشهر، وهو أيضاً يتألف من قسمين (ملاعب عصرية للأطفال ومسبح وملاعب عصرية للناشئين)، كما يمر عبر المشروع نهر اصطناعي.

وقال مالك مجمع أكواتارين السياحي، أمير ماغول أحمد، لشبكة رووداو الإعلامية: “لكون أربيل حارة وليس فيها نهر، وأغلب السائحين العرب يحبون السباحة في المواقع السياحية، وكانوا يضطرون في السابق إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى نهر أو مكان يصلح للسباحة طبيعياً، فكرنا في إنشاء مجمع سياحي معاصر للسباحة”.

ومن بين خصائص المشروع أنه عائلي، وبإمكان جميع أفراد العائلة أن يسبحوا ويلعبوا فيه، ويوضح أحمد: “وهذا هو سبب إدراج مشروعنا في برامج المجاميع السياحية، وكل سائح يأتي ضمن مجموعة سياحية يزور مشروع أكواتارين، ويزور مشروعنا في موسم السياحة ما بين 45 و60 مجموعة سياحية في الشهر”.

ويوفر مشروع أكواتارين فرص عمل لثلاثمائة شخص، إضافة إلى أنه يجلب الأموال إلى إقليم كوردستان، ويقول أحمد: “نفكر في توسيع المشروع، لكن الافتقار إلى نظام مصرفي متطور يدعم هذه الأفكار، وعدم الاستقرار الاقتصادي والروتين الحكومي والضرائب، أسباب تعيق المضي في تنفيذ الفكرة”.

وتفيد إحصائيات الهيئة العامة للسياحة بأن القطاع السياحي في إقليم كوردستان كان في نمو مستمر من العام 2007 وحتى العام 2013، وكان العام 2013 العام الذهبي للسياحة حيث زار إقليم كوردستان 2.952 مليون سائح. لكن هجوم داعش والتوتر في المنطقة وظهور الأزمة المالية، أدى إلى تراجع عدد السائحين في العام 2014 بنسبة 48.2% مقارنة بالعام 2013، وكان العام 2015 أسوأ الأعوام بالنسبة لقطاع السياحة حيث زار إقليم كوردستان 782 ألف سائح فقط، بينما شهد العامان الأخيران نوعاً من الانتعاش في هذا القطاع، حيث أن 1.6 مليون سائح توافدوا على الإقليم في العام 2016 وارتفع هذا العدد في العام 2017 إلى 2.5 مليون.

وصرح رئيس الهيئة العامة للسياحة في إقليم كوردستان، مولوي جبار، لشبكة رووداو الإعلامية بأنه “خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية، استثمر مبلغ 6.779 مليار دولار في قطاع السياحة من جانب هيئة الاستثمار وحدها، ونفذ عدد من المشاريع التي كان لها دور بارز في جذب رؤوس الأموال إلى الإقليم”.

طبيعة إقليم كوردستان وبيئته مناسبتان جداً للاستثمار في قطاع السياحة، وهو استثمار مربح جداً، لكن المسؤولين عن قطاع السياحة يقولون إن استعادة رؤوس الأموال في هذا القطاع بطيئة مقارنة بالقطاعين الصناعي والسكني، فإن الاستثمار في هذا القطاع أقل منهما.

ويقول جبار: “لدينا مواقع سياحية رائعة لم يبلغها السائحون بعد، لذا فإن المجال واسع للاستثمار في هذا القطاع”، ويضيف أن “على الحكومة أن تقدم المزيد من التسهيلات للاستثمار في هذا القطاع، من قبيل تقديم منح خاصة للمستثمرين الصغار الذين يريدون الاستثمار في المناطق السياحية البعيدة”.

ويبين آخر التقارير السنوية لمجلس السياحة العالمي، أن قطاع السياحة ساهم بنسبة 10.4% من مجموع دخل العالم البالغ ثمانية ترليونات دولار، وأن نفقات السائحين في العالم بلغ 1.49 ترليون دولار، وهو ما يعادل 6.5% من قيمة الصادرات في العالم، كما شارك قطاع السياحة بنسبة 9.9% في مجموع سوق العمل العالمي، حيث وفر 313 مليون فرصة عمل.

ويوضح جبار: “لا نعرف النسبة التي يشارك بها قطاع السياحة في الدخل الوطني، لكننا من خلال تطوير المناطق السياحية والمشاركة في الندوات والمؤتمرات الإقليمية والعالمية، نسعى للفت انتباه السائحين من الدول العربية والعالم، لكي نحقق هدف مشاركة قطاع السياحة في الدخل الوطني بنسبة 10%”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى