مقالات

ما أشبه الليلة بالبارحة!! .. “سرطان الجسد السياحى” | مجلة السياحة العربية

بقلم | محمد زكريا

يعانى الجسد السياحى سقماً لم يكتشفه أحد إلى الان. يخوض عموده الفقرى معركة عاتية مع الموت، بعد أن فتك به سرطان العصر (العناد، والكبر، والهيمنة) فأفقده توازنه وتراجعت مكانته وسط دول كانت تستمد قوتها منه!

أما الأشد قسوة وحسرة، أن صاحب الجسد يعلن دائماً حالة العصيان، يأبى الاعتراف بمرضه المزمن الذى أصابه عقب إفراطه فى تجرع عقاقير(الكبر والعظمة) من أصحاب المصالح، وكذّابى الزفة المصابين بنقص المناعة القومية والوطنية، هؤلاء الذين انفضوا من حوله، بعد أن تناوبوا نهشه، متناسيا أن جسده مصاب منذ ٦ سنوات بأمراض الثوارات، والحظر، والارهاب، تلك التى انهكت بدنه، فأصبح أشد إحتياجا لصدمات كهربائية تعيد لقلبه النبض، مدعومة بمحاليل الحملات الترويجية الخاضعة لمواصفات علمية غير تقليدية تحت اشراف متخصصين غير مطابقة للمواصفات (الجى دبليوتيه).

ولم يكتف بذلك صاحب الجسد السياحى، بل أبرم إتفاقية مع “عضو التنشيط” للأطاحة والتنكيل بأعضاء الجسد المعارضة لسياسته الطائشة، والرافضة للاستجابة لعقاقير “الجى دبليوتيه”، فبدأ بتضييق الخناق على الاعضاء للمعارضة، وسلب مواقعهم، بعد الاستعانه بأجزاء تعويضية مشوهة، صُنعت وتم تقفيلها بـ”الجى دبليوتيه”!!

لم يدرك مالك الجسد السياحى دورة الرئيسى حيث انه يعد بمثابة فرد وعنصر فعال فى منظومة تجاهد من اجل البقاء . ويقع على عاتقه بذل كل طاقته للخروج من الكبوات والعثرات التى تعرقل طريقهم للنجاح وليس التفرغ والترصد لاقصاء وبتر وتهميش احداعضاء المنظومة بحجة انهم لديهم اهداف خاصة رغم ان موالين مالك الجسد السياحى تنطبق عليهم نفس المواصفات!

وسرعان ما اكتشفت وسائل الاعلام أن الدواء المستخدم لانعاش الجسد السياحى منته الصلاحية، ولا يشعر بمفعوله سوى الافاقين والمنتفعين والمطبلاتية من اعتلال الجسد السياحى.

هنا شطّ جنون مالك الجسد السياحى، فعدّل سياساته، وإتخذ من تكميم الافواه والتهديد سبيلا للتغطية على فشله، بدلا من الفحص، والتشخيص والعلاج، فى محاولة منه لكبح جماح الاعلاميين خوفًا من إفتضاح أمره.

ولجأ مالك الجسد السياحى خلال عرض وتشخيص مرضه إلى العموميات، وإعادة إنتاج ما سمعناه من أسلافه، وتعمد عدم الأشارة إلى آليات تعبر عن امتلاكه رؤية واضحة، فبات مؤكدًا أن السياحة خلال الفترة الحالية تمضى كسفينة إنقطعت حبال مراسيها، ومضت بلا مرفأ فى المحيط، لا تقصد جزيرة ولا أرضا ولو أرادت فلن تجد.

يا مالك الجسد السياحى العليل! أقر – أنا المواطن- واعترف بأننى لم أقذف بروحى يوما ما فى ملاذ البائسين. ولكن، أعلمك أن مرضك أحنى ظهور جمهور غفير، فصار عصبى المزاج. وأن روحهم اليائسة تحاول أن تتماسك. لذا أقبل على العلاج الحقيقى الفعال! وابتعد عن رفقاء النفاق، فربما تكون الفرصة الأخيرة لك لاستعادة عافيتك وصحتك، وإلا تم استبدالك ـ سريعًا ـ بمالك عفى مناعته قادرة على هزيمة المرض وحماية أعضائه من الانهيار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى