خاص الشياحة العربية
السياحة العربية في رحاب مجلس محافظة بغداد | مجلة السياحة العربية
العراق- خاص بالسياحة العربية
بغداد- اخلاص مجيد
التقت مجلة السياحة العربية متمثلة بمحررتها في بغداد اخلاص مجيد محمود بالدكتور رياض العضاض رئيس مجلس محافظة بغداد في مكتبه الرسمي، للتحاور حول الجولات الذي يقوم به مجلس المحافظة لمتابعة المواقع الاثرية والتراثية في العاصمة بغداد ، والتنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة للارتقاء بواقع السياحة في العراق والعناية بالارث الحضاري لبلاد مابين النهرين .
من جانبها نقلت الزميلة اخلاص مجيد تحيات الزملاء مازن الشاذلي رئيس مجلس ادارة المجلة وتحيات الزميلين محمد قنديل رئيس التحرير وفريد حسن مدير مكتب المجلة في العراق الى الدكتور رياض العضاض رئيس مجلس محافظة بغداد الذي عبر عن سعادته بفتح فرع للمجلة في العراق، الذي يضم العديد من الكنوز الاثرية والترثية المهمة معبرا عن ضرورة التلاحم بين اهم حضارتين شهدها العالم والمتمثلة بحضارة وادي الرافدين وحضارة وادي النيل، مؤكدا عن اهمية التواصل المستمر بين الجانبين لكشف وابراز قيم الحضارتين الفريدة.
وبين الدكتور رياض العضاض ان بغداد تمتاز بالعديد من المعالم السياحية والأثرية مثل المتاحف المعروضة فيها آثار منوعة ومختلفة من جواهر وعملات وهياكل بشرية وتماثيل من عصور ما قبل التاريخ حتى القرن السابع عشر الميلادي. فضلا عن الآثار الإسلامية التي تتمثل في بقايا سور بغداد ودار الخلافة والمدرسة المستنصرية التي فيها ساعة المدرسة المستنصرية العجيبة ومقرجيش المعتصم والمساجد التاريخية منها: جامع الخلفاء والذي كان يسمى جامع الخليفة، وجامع الإمام الأعظم أبو حنيفة في الأعظمية، وجامع الأحمدية والذي كان فيه مدرسة تاريخية هي مدرسة الأحمدية، وقد قمنا بزيارت جامع الاحمدية والمدرسة الغربية برفقة السفير التركي في العراق السيد يلز اذ ان الجامع من الجوامع التي بني في العهد العثماني من قبل الوالي العثماني وقد تم استكمال الكشوفات ونحن بانتظار اجراءات الجانب التركي للاطلاع على الاضرار الموجودة في المباني من اجل القيام بالترميمات المطلوبة والحفاظ على هذه الثروة الاثرية، ومن المساجد الاثرية الاخرى مسجد الإمام موسى الكاظم وفيه الحضرة الكاظمية، وجامع مرجان في سوق الشورجة الذي كان يحتوي على المدرسة المرجانية، وجامع المنصور وجامع المهدي وجامع الرصافة، بالإضافة للمدارس التراثية القديمة والعريقة كالمدرسة الشرفية بجوار قبر أبي حنيفة النعمان والمدرسة الموفقية ومدرسة الآصفية، ومدرسة النظامية ومتوسطة الابطال (الكفاح) التي تضم مسرح فريد من نوعه اذ انه مصمم كقاعة ملكية ويحمل الصفة الملكية بوجود التاج الملكي فيه، وقد استخدمته الفنانة ام كلثوم عند زيارتها لبغداد لتقديم العروض فيه، اذ كان يمثل المسرح الوحيد في بغداد، وقد قمنا بزيارته ومتابعته مؤخرا ومفاتحة وزارة التربية مع اليونسيف من اجل اعاده تأهيله لكن المشروع لم يكتمل وذلك لوجود عقبات تتطلبها منظمة اليونسكو.
كما تحوي المدينة على عدد من القصور التراثية التي كانت لمسؤولين حكومين في العهد العثماني او العهد الملكي فمن المعروف ان المباني التراثية هي التي لا يقل عمرها عن 100 سنة كقصر شعوع في منطقة الكسرة على جانب نهر دجلة وقصر بلاسم ومنزل رشيد عالي الكيلاني في الكريعات وبيت الوالي وغيرها وتطرق لذكر المناطق التراثية المهمة في بغداد منها منطقة الاعظمية الموجود فيها المقبرة الملكية ومنطقة الكاظمية وباب المعظم وشارع الرشيد كلها تضم مواقع واثار مهمة، مشيرا الى ان اغلب هذه المواقع تتوزع في جانب الرصافة من العاصمة محصورة بين منطقة السنك والميدان، لكن للاسف اغلب هذه المباني تتعرض للتلف بالحرق او الاهمال المتعمد من قبل مالكيها من المواطنين اذ انها تعد قطاع مشترك بين الخاص والعام وذلك لعدم امكانية البيع او التغيير بمعالمها بدون الموافقات المطلوبة والمحددة لذلك نجد ان الحل يكمن من خلال قيام الدولة بشراء تلك المباني او جعلها مقاهي او مطاعم تراثية.
علما ان بعض المناطق القديمة مازالت موجودة لحد الان كسوق الصفافير وشارع المتنبي وسوق السراجي وساحة القشلة، وهناك العديد من المواقع الاثرية التي لا يعرف بها اهالي المنطقة انفسهم اذ اذكر مرة اننا كنا نزور المقبرة القديمة في منطقة الاعظمية وتفاجأت بحشد من طائفة السيخ (الهنود) يقومون بزيارة احد القبور وعندما استعلمت عن ذلك علمت انه قبر بهلول الكوفي وهو كان شاعرًا حكيمًا، وكاملًا في فنون الحكم والمعارف والآداب في زمن هارون الرشيد.
واكمل حديثه ان مجلس المحافظة يسعى جاهدا لمتابعة هذه المواقع التراثية وايجاد الحلول السريعه للعناية بها ، فقد قمنا بتأهيل الخزينة المركزية الذي كان مكب للنفايات وتم اخلاء ما يقارب 250 سكز والانا صبح حديقة عامة، كذلك جرى تأهيل بيت الحكمة وتوسيعه ببناء اضافات كثيرة فهو موقع مهم يصل بين عبق الماضي والحاضر.
وبين ان هناك العديد من المناطق الترفيهية في بغداد ، مثل مدينة ألعاب الرصافة، ومدينة العاب الكرخ، وجزيرة بغداد السياحية، ومتنزه حديقة الزوراء، وجزيرة الأعراس، والخضراء، وغيرها. هذا بالإضافة إلى عدد من النوادي الإجتماعية مثل: نادي الصيد، ونادي الفروسية، ونادي العلوية، ونادي الهندية، ونادي المنصور.
وذكر ان هناك بعض المناطق التراثية تحرس من قبل العشائر بدل الدولة كالطارمية وهذا لا يصح لذا يجب على الحكومة الاتحادية ان تضع في جدول اعمالها استعراض هذه المواقع وصيانة الاثار والبحث عنها وتوسيع المتاحف فضلا عن المشاريع العمرانية والسياحية وتشجيع المجمعات السكانية المتكاملة كمشروع بسماية، مؤكدا ان العراق يعد من افضل الدول في القوانين والتشريعات لكنه الضعف في التطبيق.