مقالات

تنشيط حركة السياحة بالمدن بعد الأزمات والكوارث

كتب – خالد بن فيصل باسنبل

إن لقطاع السياحة الأهمية الكبرى اليوم في عالمنا المعاصر فهو بالإضافة لكونه رافد مهم لخزينة الدولة وموردا مهما من مواردها المالية، فأنه يساهم في خلق فرص عمل كبيرة ولقطاعات مختلفة سواء كانت هذه الوظائف مباشرة في القطاع السياحي او مرتبطة بها، فالقطاع السياحي يواجه العديد من المشاكل والمصاعب والازمات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فهو كالطفل حديث الولادة الذي يحتاج للعناية القصوى والاهتمام المستمر، فلا يمكن لنا ان نهمله، وذلك لتأثره بجميع ما يحدث حوله من أحداث اجتماعية وسياسية واقتصادية وأمنية وصحية.

فالأزمة السياحية تعرف على أنها أي تهديد يحد من التدفق العادي والطبيعي والمتعارف عليه للسياحة، وعادة ما تكون الازمات الكبيرة التي يتعرض لها كالكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات وموجات التسونامي وغيرها، وكذلك تؤثر الحروب التي تحدث في البلاد المجاورة، وتعد الأوبئة والأمراض المعدية كالكوليرا، وحاليا الكورونا (كوفيد 19) من الظروف التي تؤثر على القطاع السياحي في العالم بشكل عام.

فالأزمات تتنوع سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي والبيئي، وبناء عليه قد تظهر أزمة بيئية أو سياسية أو صحية، ويمكن أن تظهر داخل كل نوع تصنيفات فرعية مرتبطة بقطاعات أخرى، مثل أزمة مالية ضمن الأزمة الاقتصادية، أو أزمة سياحية ضمن الأزمة الصحة، والمثال على ذلك أزمة القطاع السياحي في المملكة العربية السعودية في ظل الأزمة الصحية التي تواجهها المملكة والعالم مع تفشي وباء الكورونا (كوفيد 19)، وقد تحدث الأزمة على نطاقات جغرافية متعددة أو على نطاق عام داخل الاقليم بشكل كامل كحوادث عنف عامة او احتجاجات على أمر ما، أو ان تكون أزمة عالمية تؤثر على العالم بشكل كامل وشامل كالأزمة المالية العالمية والأزمة الصحية في انتشار الجوائح والامراض.

وبناء على ما سبق يتضح أن الازمات فهي لا تنشئ منفردة، فعندما تكون المعلومات غير متاحة أو ناقصة أو غير دقيقة فالاستنتاجات تكون غير صحيحة، فتصبح القرارات أيضًا خاطئة وغير سليمة مما يؤدي إلى ظهور اعتراضات وصراعات وازمات، كما ان التفسير الخاطئ للأمور والذي ينتج عن الخلل في التقدير والتفسير وتقييم الامور حيث يتم الاعتماد على الجوانب الوجدانية والعقلية واهمال الجوانب العقلانية والمنطقية والمبنية على الاقام والدراسات والتحليلات، كما ان للضغوط التي تواجهها المنظمة سواء كانت ضغوط داخلية أو خارجية كالضرائب والمنافسة أو مطالب العاملين او دخول تكنلوجيا جديدة على القطاع تتطلب التأقلم معها فتتصارع هذه الضغوط مع بعضها البعض.

ومن الطرق التي يمكن تفعيلها للتغلب على نتائج الازمات التي تحدث في القطاع السياحي، التعاقــد مــع شــركات محليــة أو عالميــة للعلاقــات العامــة، والمتخصصــة فــي إدارة الأزمــات للمساعدة في معالجة الأزمة واثارها والقيام بعمل برامج للدعاية والاعلان بشكل احترافي جاذب، إصــدار التصــريحات والبيانــات الخاصــة بالأزمة وأبعادهــا، للصــحافة المحليــة والصــحافة العالمية، قصر التصريحات على جهة مخولة واحدة بذلك وعادة ما تكون شركة العلاقات العامة نفسها.

فيما سبق توضح لنا أن الأزمات في القطاع السياحي هي أمر وارد الحدوث وذلك لتأثره بما يحصل في هذا العالم الواسع المتشابك، وتبين لنا اهمية تكامل الادوار داخل القطاع السياحي وذلك لوضع الخطط والاستراتيجيات لمواجهة الازمات السياحية والعمل على وضع الخطط اما لتلافيها أو العمل على التخفيف من نتائجها، وتبين لنا أنه كلما زادت فترة الانكار في مواجهة الازمات تقل الفرصة لمواجهة الأزمة بالشكل المناسب وهو ما ينبغي لنا تجنبه، وأهمية التفكير دائما بأهم التوصيات التي يجب اتباعها في حالة حدوث تلك الازمات والعمل على تحديثها وتطويرها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى