بقلم/د محمود المحمدى
تتمتع جمهورية مصر العربية بعادات وتقاليد خلال فترة الاعياد وخاصة عيد الفطر المبارك وتتلخص تلك العادات فى العادات الغذائية حيث يقوم اهل المدن بتجهيز الاسماك المملحة لكى يتناولها افراد الاسرة خلال اول ايام العيد وذلك بعد فترة صيام وعدم تناول اى اسماك مملحة خلال فترة شهر رمضان الكريم تجنبا للعطش خلال فترة الصيام.
وبعد انتهاء شهر رمضان المبارك يقبل اهل مدن على تناول الاسمالك المملحة التى تشتهر بها مدن نبروه والحامول وبيلا ،خاصة الفسيخ والذى يعتبر من اجود انواع الفسيخ فى مصر ، وتوارث اهل المدن تلك العادة من المصريين القدماء حيث كان المصريين القدماء حرصيين كل الحرص على تناول الاسماك المملحة فى الاعياد والخروج الى المتنزهات .
وكان المصريين القدماء يقومون بتجفيف تلك الأسماك فى الشمس ووضع ملح النطرون عليها عن طريق فتحها مثل “الكتاب” ورش الملح بداخلها، وهو أمر عرف عن المصريين القدماء وظهرت صوره فى العديد من بردياتهم، و أطلقوا عليه اسم “بور” وما زال يطلق عليه حتى الآن ( البورى ) .
واذا نظرنا الى عادات اهل القرى فى الاعياد وخاصة عيد الفطر المبارك تجد ان اهل قرى الدقهلية حرصيين على اعداد الفطير المشلتت وتقديمه للضيوف خلال فترة الاعياد وترجع عادة اعداد الفطير فى الاعياد وتقديمه الى الضيوف الى قدماء المصريين حيث كان يصنع المصريين القدماء الفطير ويتم تزينه بالفاكهة والزهور ويقدمنه الى جيرانهم والى المتخاصمين لكى يعم التسامح والصفاء خلال فترة الاعياد.
والفطير المشلتت قدمه القدماء المصريين قربان للآلهة فى المعابد، ووضعوه فى المقابر مع المتوفين اعتقاداً منهم فى البعث والخلود، وكان يحتوى على عناصر لها قيمة مادية كبيرة حينها مثل السمن، والدقيق والعسل، وسمى فى مصر القديمة بالفطير “الملتوت” أو المطبق لأنه مكون من طبقات فوق بعضها، ومع مرور الوقت أصبح يسمى الفطير المشلتت.
ويعتبر الفطير المشلتت الأكلة الرسمية فى الريف المصرى، فهو يقدم للضيوف تعبيراً عن كرم الضيافة والترحيب ، و انتقلت عادة الفطير من الصعيد للدلتا وأصبح يقدم فى الأعياد والمناسبات والأفراح، كما أن له مكانة كبيرة بين نساء الريف حيث يقمن بإعداده وإهدائه لأقاربهن، وتعتبر صينية الفطير المشلتت بصحبة العسل والمش من الوجبات الأساسية فى صباحية العروسة فى القرى الريفية.
