مقالات

في اربيل مقهى (عبو) من اقدم المقاهي منذ القرن التاسع عشر

 

كان المقهى ملاذا للمثقفين والسياسيين
نقوش قديمة وبناء اثري

العراق / اربيل / فريد حسن
مدير مكتب المجلة في العراق

عائلة القهوجية من العوائل الاربيلية العريقة وقد اتخذت من مهنتها اسمها فقد كان المرحوم عبدالله الذي اسماه اصدقاءه ونادوه ب (عبو) محبة منهم له قد اسس مقهاه عام (١٨٩٥) وكانت تقع مقابل قلعة اربيل بجانب فندق سندباد وقد ورث هذه المهنة عن ابيه وجده

وفي عام (١٩٢٥) تم نقل المقهى الى موقع اخر مقابل جامع خانقاه وكانت على قسمين قسم صيفي واخر شتوي وكان المرحومان (نادر وكاكو) يديرانه
وبعد ذلك وفي عام (١٩٥٨) تم نقل المقهى الى موقعه مقابل الباب الرئيسي للسوق الكبير والذي تم استغلال ارضه اليوم فاقامت بلدية اربيل باركاً وحديقة غناءا وغطتها بمساحة خضراء ونافورات وزودتها بمصاطب للجلوس واضحت ملتقاً لزوار المدينة ومرتعا للاطفال حيث النافورات الملونة صيفا وشتاءا ويرتاده العشرات من القادمين الى اربيل للسياحة وتقع في الجهة المقابلة للقلعة مما زادها رونقا وجمالا .


وكان مقهى (عبو) ملتقى الاغاوات والجلبية والموظفين والمثقفين والسياسيين بل احيانا كانوا يعقدون اجتماعاتهم فيه .
وفي احتفال حضره محافظ اربيل (اميد خوشناو) القت حفيدة عبو قهوجي السيدة منى القهوجي كلمة باسم العائلة جاء فيها :
نحتفل اليوم باعادة افتتاح مقهى عبو بعد سنوات من غلقه وفي نفس مكانه حيث البوابة الرئيسية للسوق الكبير وذلك للمحافظة على اسم جدنا عبو قهوجي ولابقاءه رمزا في سفر تاريخ اربيل .
واضافت بان عبو كان له خمسة ابناء وكانوا مساعدين له في خدمة مرتادي المقهى الذي ذاع صيته كونه اقدم مقهى وكان من ابناءه ( صالح ، كاكو، مصطفى ، علي ، نادر) وكان لصالح ابناء ثلاثة ( يونس ، أمين ، طاهر) وكان لعلي ولد واحد اسمه ولي اما مصطفى وكاكو لم يكن لهما ابناء فيما نادر (١٩٠٥-١٩٨٣) كان له ولد واحد اسمه نبي .


واشارت منى قهوجي انه وبعد ان حمل المرحوم نادر عبدالله اسم عبو قهوجي كان اول من جاء بلعبة (البليارد) الى اربيل ومن اوائل الذين خصص في مقهاه مكانا للعبة الشطرنج ومن ثم اقامة الدورات لهذه اللعبة باشراف المرحوم علي والاستاذ سمير الذي يعيش الان في الغربة .
واردفت بالقول :
ان المرحوم نادر عبدالله هو من الشخصيات الاربيلية التي ساعدت الثورة الكوردية وكان يقوم بجمع التبرعات لقوات البيشمه ركه منذ بداية الستينات فيما اصبح المقهى رمزا للنضال وموقعا لتواجد السياسيين .
وفي حديث مع (ازاد امين صالح قهوجي) اشار الى ان المقهى كان رمزا تراثيا ومزارا للسياسيين وعلى اختلاف الحكومات التي تعاقبت على العراق ويستطرد بالقول :
ان مقهى عبو كان في مقدمة المقاهي للعبة المحيبس وهي اللعبة الشعبية التي كانت تقام ليالي رمضان كما كان المقهى يقيم امسيات غنائية ل (الخوريات) وهي نوع من الغناء يتقابل فيه اثنان او ثلاث وبمقامات مختلفة وكان صاحب المقهى يذهب الى مدينة الموصل ويوصي بصنع الصواني الخاصة باللعبة كما كان يتفق مع اصحاب معامل الحلويات لصنع انواع مميزة من الحلقوم اضافة الى البقلاوة وكان يتم توزيعه على الضيوف القادمة من مدينة كركوك او التون كوبري لمباراة المحيبس وكانوا يصطحبون معهم اشهر مطربي الخوريات وهي مقامات تركمانية بنكهة خاصة يتميز به اهلنا التركمان .
واليوم يشرف (علي) احد احفاد عبو على المقهى وقد تم تطريز مداخله وحيطانه من الداخل بمزينات اثرية وصور قديمة لاهل اربيل القدامى من مرتادي المقهى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى