مقالات

معايير الجودة في الوجهات السياحية | مجلة السياحة العربية

د.حسام درويش خبير التسويق السياحي التقليدي والرقمي والمحاضر في المحافل العربية والدولية

ماذا لو بدأنا تطبيق معايير الجودة بحق على وجهاتنا السياحة، بدون فلسفة وعلى أيدي خبراء من أي جنسية؟

ماذا لو بدأنا تطبيق معايير الجودة بحق على وجهاتنا السياحة، بدون فلسفة وعلى أيدي خبراء من أي جنسية؟

هل نعي ما معنى هذه العبارة؟

الإجابة بكل صدق سنتفوق على كل منافسينا، فقط بقليلٍ من الصبر والاقتناع ثم البدء في التنفيذ.

شخصيًا أنظر إلى هذا الأمر ببساطة جدا، هذه البساطة التي تكمن في التأهيل المتكامل للمكان السياحي وللإنسان الذي يعمل كدليل أو مقدم لبرامج السياحة؛ وفي حال تحقيق هذا الشرط، سنضمن رضا السائح الذي سيجد كل ما كان يتطلع اليه. ولتحقيق التنمية السياحية المستدامة والنجاح المطلوب، والمعنيُّ هنا (الانسان السائح وأهل البلد المضيف ومقدمي الخدمات السياحية – المكان – المنتج السياحي بمختلف أنواعه – الدولة) ينبغي المحافظة الكاملة على ثقافة وعادات وتقاليد أهل الوجهة السياحية ومجتمعها المحلي؛ على أن تضع الوجهة مبادئ توجيهية، لتفسير وجهة وقواعد سلوكيات الزوار، عند القيام بزيارات لمواقع ثقافية أو بيئية حساسة، وذلك من أجل تقليل تأثير الزائر وتحقيق أقصى قدر من التمتع بها.

نعني هنا أن السائح يجب أن يكون في حالة رضا كامل، عن جميع الخدمات والمنتجات السياحية التي تقدمها له الوجهة السياحية المحددة. أي أن الوجهة السياحية يجب أن تغطي كل تطلعات وأحلام ورغبات السائح. فلو أخذنا مثلا مدينة شرم الشيخ، فإنه يجب أن يكون هناك رضا كامل من جموع السائحين على كل أنواع المنتجات السياحية، وكذا الخدمات المقدمة لهم. وعلى سبيل المثال وليس الحصر: السعر – الأمن والسلامة – سهولة الوصول للوجهة السياحية – البنية التحتية الممتازة – النظافة الكاملة – الاتصالات الجيدة – المرافق العامة الرائعة – الخدمات المتميزة – تطبيق كل معايير المحافظة على البيئة والمحميات والطاقة، ومنع التلوث برًا وبحرًا وجوًا (مياه الشرب – مياه البحر – تصريف النفايات الآمن – الحدّ من التلوث مع اتخاذ كل الإجراءات الآمنة لتحقيق ذلك). وأن تكون وسائل المواصلات العامة والخاصة متوفرة وفي أحسن حال ومحددة الأسعار. توفير حماية أمنية ممتازة بدون إزعاج. إصدار القوانين المحددةمن قبل الجهات الرسمية لكل شيء في الوجهة السياحية للمحافظة على التراث والحضارة الخ.

لقد أصبحت السياحة في عالم اليوم صناعة، تخضع لمعايير جودة مثلها مثل أي منتج. لذلك من المهم جدا التركيز على العنصر البشري، بدءً من عمال ومقدمي خدمات مدربين ويجيدون لغة الضيف والتعامل معه باحتراف، وان تكون عناصر الإدارة متميزة ومدربة كذلك. أيضًا ينبغي الاستفادة من كل نقاط تميز الوجهة السياحية والاستثمار فيها بالصورة التي تحقق الهدف السامي. وأن يتم إبراز كامل للمنتج السياحي بالوجهة السياحية، عن طريق وضع خطط واستراتيجيات تسويقية وترويجية واضحة المعالم على المدى القصير والمتوسط والطويل. وتحديد الأهداف من هذه الخطط. وأن يقوم بذلك موظفون مؤهلون ومعتمدون من وزارة السياحة، بعد حصولهم على دورات تدريبية من جهاتمعتمدة.

ولا ننسى هنا الدور الرئيس للسياحة العلاجية، لذلك يجب الاهتمام بالأطباء الحاصلين على درجات علمية عالية المستوى في الحقل الطبي، تؤهلهم للعمل في السياحة العلاجية، وأن يتم اعتماد هذه المؤهلات من وزارة الصحة،بعد اجتيازهم لبعض الشروط الخاصة جدا. ومن هذه الشروط، الخضوع لدورات تدريبية بإشراف مباشر من وزارة الصحة ووزارة السياحة كل فيما يخصه. وأخيرا المحافظة على ثقافة الشعب المضيف وعاداته وتقاليده، وارضاء السائح في إطار أخلاقي مع دعم للمجتمع المحلي وتنميته.

أخيرا أتساءل هل يمكننا أن نبدأ بهدوء تطبيق كل معايير الجودة في وجهاتنا السياحية خطوة خطوة؟

28907067_1825677047729878_1386050189_n

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى