السياحة العربية
وكالة إحياء التراث والتنميّة الثقافيّة في يوم ترويجي للموقع الأثري “أوذنة” بتونس
كتبت جليلة كلاعي من تونس
نظّمت وكالة إحياء التّراث والتنمية الثقافية تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية وبالتعاون مع المعهد الوطني للتّراث واتحاد الفنّانين التشكيليين التونسيين زيارة ميدانية لموقع أوذنة الأثري-الخليديّة. لفائدة الصحفيين الثقافيين والمهتمين بالشأن السياحي، وتأتي هذه الزيارة في إطار البرنامج الوطني “مدن الحضارات” الذي يهدف إلى تثمين التّراث الوطني في بعديه الماديّ واللّامادي وإحياء المواقع والمعالم والمتاحف لتنويع المنتوج السياحي وتثمين المخزون الوطني والمساهمة في دفع السّياحة الثقافية. وكذلك لتنشيط المعالم والمواقع والمتاحف والترويج لها لخلق حركيّة دائمة لتثمين التّراث والتّعريف به ولإبراز خصوصياته والمساهمة في مصالحة المواطن مع تاريخه وذاكرته الجماعية وإفساح المجال للمبادرات وللاستثمار في مجال التّراث ورفع مردودية القطاع في مجال التّشغيل وإحداث مواطن شغل ووضع التّكنولوجيا الحديثة في خدمة التّراث بتشجيع استغلاله في مجال الصّناعات الإبداعية، هذا فضلا عن تشجيع مختلف الشّرائح العمريّة على زيارة المواقع والمعالم والمتاحف كفضاءات عمومية للذّاكرة الوطنيّة.
وللتذكير فإن الموقع الاثري بأوذنة قريب جغرافيا من العاصمة حوالي 30 كلم من وسط العاصمة التونسية ويعتبر من أكبر المواقع الاثرية في البلاد التونسية اذ تتجاوز مساحته 100 هكتار، توجد به عدّة منازل رومانية فيها من أجمل الارضيات الفسيفسائية في البلاد التي يمكن للزائر أن يطلع عليها ويطلع على الهندسة المعماريّة المدنيّة.
من ناحية أهمية المعالم يعتبر مسرح الموقع الاثري باوذنة من اهم المسارح الاثرية بالبلاد التونسية (مدرج دائري) من حيث المساحة فهو الثالث بعد مسرح الجم وقرطاج، ففي الفترة الرومانيّة كان قادرا على استيعاب 17 ألف متفرج اما الان وبعد جملة الترميمات والحفريات والاشغال الكبرى التي شهدها الموقع لكي يكون صالحا للاستغلال أصبح قادرا على استيعاب حوالي 5الاف متفرج ووقع تأمينه للزيارات.
من أهم المعالم أيضا معلم الكابتول المعبد الرئيسي للمدينة في العهد الروماني والاعظم كما تدل عليه النقيشة التي وجدت عند الحفريات ويتميز بكونه موجود في أعلى نقطة فالزائر يمكن ان يراه على بعد كيلومترات، ومن حيث المقاييس يعتبر من أكبر المعابد في شمال افريقيا وبه 3 طوابق وهي ميزة وحيدة يتميز بها هذا المعبد. هناك أيضا حمامات عموميّة كبرى بها طابقين هي أيضا من أكبر الحمامات في شمال افريقيا.
لا ننسى أيضا المنزل المنسوب الى عائلة لابيري وهو عبارة عن بيت فخم شيدته هذه العائلة الثريّة وهو من أجمل البيوت في أوثينا ويغطي مساحة تصل الى 2300متر مربع، وتوجد أيضا العديد من المنشآت المائية: خزانات مياه، حنايا رومانيّة التي تعد نقطة وصول شبكة واسعة من قنوات تجميع مياه العيون لتزويد الخزانات الكبرى وتلبيّة حاجيات الحمامات والمساكن، معلم الفوروم ويمثل الساحة العامّة “مركز المدينة” وهو موقع فسيح ومهم جدا من حيث الناحية الاثريّة والتاريخية يرجع بصفة أساسية الى الفترة الرومانية مفتوح للعموم منذ سنة 1998.
موقع أوذنة ليس فقط موقع أثرى شاهد على عراقة التاريخ في البلاد التونسيّة بل هو أيضا موقع طبيعي خلاب بامتياز متنفس لتونس الكبرى قرابة 12 ألف زائر في السنة يفتح ذراعيه لتكتشف مكامن الجمال فيه ويأخذك إلى عالم اخر لتدرك عمق الحضارات، هو يدعوك ليقول لك إنني هاهنا فتعالوا إليّا.