تعرف على مدينة بودابست بـ”المجر” | مجلة السياحة العربية

بقلم : م/ طارق بدراوى

مدينة بودابست هي عاصمة جمهورية المجر والتي تسمي أحيانا هنغاريا وهي أكبر مدنها وتقع في شمالها  وقد سكن البشر القدماء موقعها منذ أزمنة ما قبل التاريخ وتقع المدينة على ضفاف نهر الدانوب والذى يعد أطول أنهار الإتحاد الأوروبي وثاني أطول أنهار أوروبا بعد نهر الفولجا في نُقطة تلتقي عندها مرتفعات غربي هنغاريا مع سهولها الشرقية والجنوبية وهي تعتبر المركز السياسي والإقتصادي والصناعي للبلاد وواجهتها الثقافية والسياحية وهي تشتهر بالعديد من المزايا مثل فن عمارتها الفريد بما تحتويه من مباني تاريخية ومباني تعد المتبقي من زمن الإحتلال الروماني والعثماني وكذلك عصر الإمبراطورية النمساوية المجرية ونهر الدانوب الذي يجري في وسطها وحمامات الينابيع الحارة المنتشرة فيها فضلا عن كثرة المقاهي العامة بها وأيضا تشتهر بالعديد من الألحان الموسيقية الفريدة مثل موسيقي الباتروك والكودالي التقليديتين إضافةً إلى الجاز والجيبسي والكليزمر ويقيم فيها وحدها ما يقترب من خمس سكان الدولة المجرية بأكملها وتلقَّب هذه المدينة أحياناً بإسم ملكة الدانوب وأحيانا أخرى بلؤلؤة الدانوب وقد أصبحت بودابست مدينة واحدة على ضفتي نهر الدانوب عام 1873م بعد إتحاد مدينتي بودا وأوبودا على الضفة الغربية مع مدينة بست على الضفة الشرقية بالإضافة إلى جزيرة داخل نهر الدانوب تسمى جزيرة مارجريت والتي تعتبر منطقة ترويحية وسياحية ومن ثم أصبحت تنقسم مساحة المدينة البالغة أكثر من 500 كيلومتر مربع بين ضفتي النهر ولذلك فإن فيها ثمانية جسورٍ تربطُ الجزء الشرقي منها بالغربي وهي تحتل المرتبة السادسة في قائمة أكبر مدن دول الإتحاد الأوروبي وتتألَف بودابست من عدة أجزاء ويعد الجانب الشرقي من المدينة أي القائم على الضفة الشرقية لنهر الدانوب الجزء الأكثر إكتِظاظا بالسكان حيث يعيش فيه ما يزيد على ثلاثة أرباع أهالي المدينة وهو عبارة عن تلالٍ منحدرة تملؤها الكنائس التاريخية الخشبية والمساكن القديمة والشوارع التاريخية وفي وسطها توجد قمة كاسل هلز التي تربع فوقها القصر الملكي كما أن مدينة بست القديمة كانت أيضاً قائمةً عليها وهي مبنيَةٌ على سلسلة هضاب شيدت فيها الكثير من المكاتب الحكومية أما المنشآت الصناعية في مدينة بودابست فهي تقع على التخوم الجنوبية والشمالية وأما وسط المدينة فهو سكني .      

ومن الناحية الدينية فإن غالبية سكان بودايست والمجر عموما من المسيحيين أتباع الكنيسة الكاثوليكية إلا أن بعضهم ينتمون لطوائف مسيحية أخرى مثل الكالفينية واللوثرية وينخرطُ سكان المدينة بأنشطة ثقافية مختلفة ومن عاداتهم المتوارثة جيلا بعد جيل أنهم يجتمعون في ميادين المدينة خلال فصل الصيف لإقامة الحفلات الموسيقية وكثيرا ما يسبحون في ينابيع المياه الحارة فيها كما أن صالات عروض فنون الأوبرا والباليه تكثر في أنحائها ودولة المجر أو هنغاريا هي دولة أوروبية تقع في حوض الكاربات في وسط قارة أوروبا تحدها شمالا جمهورية سلوفاكيا وتحدها أوكرانيا في الشمال الشرقي وتحدها رومانيا من الشرق وتحدها من الجنوب  كرواتيا وصربيا وسلوفينيا كما تحدها النمسا من الغرب وهي دولة محصورة لا تملك منفذا على البحر وتحيط بها اليابسة من كل الجهات وتبلغ مساحتها حوالي 93 ألف كيلو متر مربع وهي تتكون بشكل عام من سهول منبسطة إلى سهول منحدرة من حوض الكاربات مع وجود هضاب وجبال منخفضة في الشمال على طول الحدود السلوفاكية وقد تعاقبت العديد من الدول والممالك على الأراضي المعروفة اليوم بإسم المجر مثل الكلت والرومان وحتى بودابست عاصمة المجر كانت مستوطنة كلتية كما أصبحت عاصمة ومركزا للمحافظة الرومانية المعروفة بإسم بانونيا السفلى ويعود تاريخ ظهور المجر بهذا الإسم إلى العصور الوسطى المبكرة عندما إستوطن المجريون حوض بانونيا وهو شعب يعود أصله إلى وسط وشمال ما يسمى الآن روسيا وقد إستمرت مملكة المجر لما يقارب 946 سنة وكانت تعد واحدة من المراكز الثقافية في العالم الغربي وفي عام 1541م وحتي عام 1699م أى لمدة 158 عاما سيطرت الدولة العثمانية علي المجر ثم تم ضم المجر إلى إمبراطورية هابسبورج ثم تشكلت دولة ضمت المجر والنمسا وقد عرفت بإسم الإمبراطورية النمساوية المجرية وكانت من القوى العظمى في العالم حتى نهاية الحرب العالمية الأولى والتي بهزيمتها في هذه الحرب خسرت المجر 70% من أراضيها بالإضافة إلى ثلث سكانها الذين ينتمون إلى العرقية المجرية بخلاف عدد كبير من القتلي في تلك الحرب وذلك ضمن معاهدة تريانون التي وقعتها المجر مع الحلفاء الغربيين بعد الحرب العالمية الأولى في بهو قصر تريانون الكبير في فرساي بفرنسا بتاريخ 4 يونيو عام 1920م .    

 وقد عاقبت هذه المعاهدة المجر بقسوة لدورها في تلك الحرب وقد قلصت هذه المعاهدة مساحة المجر ونتج عن ذلك أن إنخفض عدد سكانها بمقدار 13 مليون نسمة تقريبا كما تركت المجر بلا موانئ ولم يؤد تذمرها وإعتراضها علي المعاهدة إلى أى نتائج وإعترفت هذه المعاهدة بالحدود الجديدة لكل من النمسا وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا وما أصبح يعرف فيما بعد بإسم يوغوسلافيا ومن ثم كان على المجر أن تتخلى عن مطالبتها بميناء فيوم الذى يقع علي البحر الأدرياتيكي في كرواتيا حاليا كما سمح لها أن تحتفظ بجيش قوامه 35 ألف رجل فقط وبذلك وبمعني آخر خسرت دولة المجر كل من سلوفاكيا وكرواتيا الحاليتين وترانسيلفانيا وهي جزء من رومانيا الحالية وكذلك تم فصل نحو ثلاثة ملايين مجري عن موطنهم الأصلي وخلال الحرب العالمية الثانية بين عام 1939م وعام 1945م كانت المجر هي إحدى أعضاء دول المحور إلي جانب المانيا وإيطاليا زقد دخلت القوات المجرية الحرب عام 1941م حيث شاركت في غزو يوغسلافيا ثم غزو الإتحاد السوفيتي إلي جانب القوات الألمانية وقد إستفادت المجر من علاقاتها مع المانيا النازية وإيطاليا في الحصول على المزيد من الأراضي من جيرانها سلوفاكيا ورومانيا وصربيا خلال غزو الإتحاد السوفيتي وبعدها دخلت المجر في مفاوضات سرية للسلام مع الولايات المتحدة الأميريكية وبريطانيا وبعد إكتشاف الزعيم الألماني أدولف هتلر لأمر هذه المفاوضات قرر معاقبة المجر ومن ثم هاجمت القوات الألمانية المجر عام 1944م وإحتلتها وفي أواخر عام 1944م هاجمتها القوات السوفيتية وحاصرت بودابست حتي إستسلمت دون قيد أو شرط يوم 13 فبراير عام 1945م وتم خروج الألمان منها وبنهاية الحرب عام 1945م كانت المجر قد فقدت ما يقترب من عدد 300 ألف جندي كما بلغت أعداد الضحايا من المدنيين حوالي 80 ألف قتيل علاوة علي أن العديد من المدن المجرية قد تعرضت للتدمير لاسيما العاصمة بودابست وبعد سقوط العاصمة الألمانية برلين وهزيمة المانيا النازية تحررت المجر من الألمان ولكنها إنتقلت إلى المعسكر الشرقي الذى كان يتزعمه الإتحاد السوفيتي السابق وبدأت بها الحقبة الشيوعية التي بدأت مع عام 1947م وكان حكما شموليا قمعيا ولما ثار الشعب المجرى ضده عام 1956م تم قمع هذه الإنتفاضة بالقوة ولما جاء عام 1989م حينما سقطت الشيوعية وتفكك الإتحاد السوفيتي وتم تحطيم سور برلبن تحولت المجر ودول شرق أوروبا عموما إلى جمهوريات ديمقراطية وتحولت المجر تدريجيا إلي قوة إقتصادية ذات دخل مرتفع وهي عضو حاليا في حلف شمال الأطلنطي المعروف بإسم الناتو وفي الإتحاد الأوروبيوالذى إنضمت له بداية من يوم أول مايو عام 2004م .

وتشتهر مدينة بودابست بأنها مدينة رائعة الجمال تجذب السياح دائما وتتميز بوجود الكثير من الأماكن والمزارات السياحية التي يمكن قضاء أوقات ممتعة فيها منها :-             

 — قلعة بودا وهي تعتبر واحدة من أكثر المواقع الرائعة في مدينة بودابست وهي أحد مواقع التراث العالمي طبقا لتصنيف منظمة اليونيسكو ويمكن الإستمتاع بالمناظر الجميلة عند زيارتها كما يمكن قضاء ساعات طويلة في القلعة دون الشعور بالملل من المكان والتجول فيه بين المناظر الجميلة والآثار الموجودة ويمكن أيضا إلتقاط الصور التذكارية للمباني التاريخية وهناك العديد من المقاهي الصغيرة والمطاعم في المنطقة التي تقدم المأكولات المحلية والمهرجانات في الهواء خلال فصلي الربيع والصيف .       

— قاعة السوق المركزي والتي تسمي جريت ماركت هول وهي تعتبر من أشهر الأسواق في بودابست وتقع على ضفة نهر الدانوب وهي عبارة عن سوق كبير يمكن قضاء يوم كامل فيه دون الشعور بالملل أيضا من المكان حيث تجد على الأرض البائعين يبيعون كل شيء من الفواكه الطازجة والخضروات واللحوم ومنتجات الألبان والأكلات التي تنتمي إلى التخصصات المجرية مثل السجق الحار الشهير ويسمى أو باتى كبد الأوز حيث تشتهر بودابست بالطعام الحار وفي الطابق الأول من القاعة يمكن أن تشتري بعض الهدايا التذكارية ويمكن تجربة بعض الأطباق المجرية المشهورة 

– شارع أندراسي هذا الشارع الأنيق والمعترف به كموقع للتراث العالمي وغالبا ما يشار إليه بإسم الشانزليزيه في بودابست كما يطلقون عليه أيضا الساحة الثقافية في المدينة لكونه موطن مجموعة من أفضل المسارح مع العديد من المتاحف التي تقع إما على الساحة الواسعة بالشارع أو خارجها فضلا عن وجود دار أوبرا بودابست التي بنيت في عام 1880م بإعتبارها واحدة من المؤسسات الموسيقية المرموقة في أوروبا وبوجه عام يعتبر شارع أندراسي مكان رائع للتنزه والسير جنبا إلى جنب مع المباني الجميلة التاريخية والمقاهي التي يفوح من بين أركانها التراث المجري الفريد .     

الكنيس الكبير وهو يعتبر السوق الأكبر في أوروبا وثاني أكبر سوق في العالم بعد سوق آخر يوجد في نيويورك وتعتبر زيارة الكنيس الكبير تجربة متميزة وممتعة للقيام بها أثناء زيارة مدينة بودابست وهناك جولات حرة داخل الكنيس وأيضا يمكن التوجه في جولات موجهة الي الحي اليهودي في بودابست للإستمتاع بالتعرف علي المكان وتاريخه من خلال التجول داخله .         

— جزيرة مارجريت وهي جزيرة توجد وسط نهر الدانوب والذى ينبع من الغابة السوداء في المانيا ويعبر عشر دول أوروبية أو يحاذيها ويلقب بنهر العواصم لأنه يمر بأربع عواصم أوروبية هي العاصمة النمساوية فيينا والعاصمة السلوفاكية براتيسلافا والعاصمة الصربية بلجراد والعاصمة المجرية بودابست ويبلغ طوله 2860 كيلو متر ويصب في البحر الأسود وتمتد هذه الجزيرة بطول 2.5 كيلومتر بعرض 500 متر وتبلغ مساحتها حوالي 1 كيلو متر مربع وتحديدا تمتد من المنطقة الواقعة بين جسر مارجريت جنوبا إلى جسر آباد شمالا وتغطي الحدائق والمناظر الطبيعية معظم أنحاء الجزيرة وهي منطقة ترفيهية شعبية تحتوي على أطلال من القرون الوسطى وقبل القرن الرابع عشر الميلادى كانت تسمى جزيرة الأرانب ثم تم تغيير إسمها إلي إسم القديسة مارجريت وهي إبنة بيلا الرابع حاكم المجر والتي كانت تقيم في دير الدومينيكان في الجزيرة خلال منتصف القرن الثالث عشر الميلادى والتكوين الحالي للجزيرة هو نتيجة إندماج وإتصال ثلاث جزر كانت منفصلة حتي نهاية القرن التاسع عشر الميلادى وكانت ترتفع 102.5 متر فوق مستوى سطح البحر ولكنها الآن مرتفعة بمقدار 104.85 متر فوق مستوى سطح البحر وذلك للوقاية من خطر الفيضانات ومن السهل جدا الوصول لهذه الجزيرة من وسط المدينة والعديد من السكان المحليين يفضلون الذهاب هناك في الصباح سيرا على الأقدام أو بعد العمل للحصول على بعض الهواء النقي مع التمتع بالمناظر الطبيعية الجميلة كما أنها موطن لأطلال وآثار من القرون الوسطى وبها حديقة صغيرة وبرج مياه صحية بالإضافة إلي مسرح الهواء وعدد من النوادي .       

— حصن فيشرمان باستيون وهو يوجد على قمة تل جاليرت في بودابست وقد شيد هذا الحصن بعد حرب إستقلال المجر وقد بنى الحصن لكى يكون منصة عرض عام 1905م و سمى بهذا الإسم نسبة الى الصيادين الذين كانوا مكلفين بالدفاع عن المناطق المحيطة بالحصن ويتميز بأن له سبعة أبراج والتى تمثل عدد القبائل المجرية التى دخلت حوض الكاربات فى أواخر القرن التاسع الميلادى  ويضم ‏الحصن اليوم متحف في الهواء الطلق يحتوي علي تاريخ التل والمدينة في تلك الفترة ويمكن مشاهده إطلالة ساحرة من القلعة لمدينة ‏بودابست وخصوصا في ساعات الليل عندما تضاء مباني المدينة .                                                                                                                    

— مبنى البرلمان المجرى وهو يعتبر من أقدم المباني التشريعية في قارة أوروبا ويعتبر أيضا من أهم المباني في المدينة ويقع علي ضفاف نهر الدانوب وقد تم تصميمه على الطراز القوطي الحديث وبتصميمات كلاسيكية ويزيد عمره عن 130 عام وقد بدأ بناؤه فى عام 1885م وإستمر البناء لمدة 17 عاما حيث إنتهي البناء عام 1902م ويبلغ طوله 268 مترا وعرضه 118 مترا ويعد  ثالث أكبر مبنى برلمان في العالم وبه 27 برجا زينت بشكل معقد وتعلوه قبة مثيرة للإعجاب يمكن رؤيتها من علي بعد حيث يصل إرتفاعها إلى 96 مترا وتم تزيين واجهته بعدد ثمانية وثمانين تمثالا للحكام المجريين ويضم 27 بوابة وأكثر من 200 مكتب و29 سلما يبلغ طولها مجتمعة حوالي 20 كيلو متر طولي كما يحتوي المبنى على عدد 691 قاعة وفي المنطقة المحيطة بهذا المبني توجد مجموعة من القصور والكنائس والمعالم التراثية المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي والتي تستحق بالفعل الزيارة وتنظم هناك العديد من الجولات السياحية اليومية بمرافقة مرشدين مختصين وهذه الجولات تكون باللغة الإنجليزية وتنظم من الساعة العاشرة صباحا .                         

— جيليرت هيل وهي تلة تطل علي مدينة بودابست ومن أعلاها يمكن مشاهدة أفضل المناظر البانورامية للمدينة وقد سميت بهذا الإسم  نسبة إلى أسقف جيليرت جيرالد الذي تم إلقائه من التل من قبل الوثنيين في الكفاح ضد المسيحية عام 1046م  وفي الجزء العلوي من التل تقع قلعة وتمثال رائع لسيدة تحمل ورقة نخيل والذي يمكنك أن تراه من جميع أنحاء المدينة .       

—  ميدان فوروشمارتي والذى يشتهر بأنه يعد القلب النابض للمدينة والذى يقام فيه في ليلة رأس السنة الميلادية إحتفال ضخم في كل عام تتلألأ فيه الأضواء والألعاب النارية التي يتم إطلاقها في الجو كما أنه يعد موطنا لأهم سوق منتجات وهدايا العام الجديد كما أنه مكان رائع للتنزه عموما طوال أيام السنة  مع زيارة لمقهى جيربيود الشهير .           

—  النصب التذكارى لليهود ويقع على ضفة نهر الدانوب والذى أقيم تخليدا لذكرى اليهود الذين قتلهم النازيون أثناء الحرب العالمية الثانية حيث تم إطلاق النار عليهم على ضفة النهر بعد أن خلعوا أحذيتهم وسقطت جثثهم في الماء وهو مكون من 60 زوج من الأحذية الحديدية .            

وإلي جانب هذه المزارات والأماكن السياحية في بودابست يوجد فيها أيضا بعض المتاحف الجيدة جدا بما في ذلك المتحف الوطني ومتحف الفنون الجميلة والمتحف التاريخي كما أنها تلقب بمدينة المنتجعات العلاجية وذلك لكثرة الحمامات العلاجية الساخنة المتوفرة فيها والتي تتفوق فيها على كل العواصم الأخرى في العالم حيث تحتوي مدينة بودابست على 118 حماما للمياه الجوفية الساخنة والتي تتراوح درجة حرارتها بين 21 حتى 78 درجة مئوية حيث تملأ هذه المياه 15 حماما عموميا تنتشر في المدينة وتعتبر زيارة هذه الحمامات الساخنة نشاطًا لا بد من القيام به عند الإقامة في بودابست كونها ممتازة ومفيدة لصحة الإنسان من الناحيتين الجسدية والنفسية وتعتبر هذه الحمامات الساخنة إحدى أهم المعالم في الحضارة المجرية كما توجد العديد من هذه الحمامات في المناطق الريفية وكل منها له أسلوبه الخاص والخصائص التي تتميز بها مياهها وأهم هذه الحمامات :-     

— حمام ستشيني وهو الأشهر في المدينة وبالإضافة إلى ذلك يعتبر أحد أكبر المنتجعات العلاجية في أوروبا وترجع نشأته إلى عام 1913م ويحتوي هذا المنتجع على 18 حوض سباحة من المياه الجوفية الساخنة ويشمل العديد من النوافير الكبيرة والأحواض الممتعة ويوفر لزائريه خدمات التدليك العلاجي مثل التدليك بالزيت والتدليك داخل المياه الساخنة والساونا ومركز لياقة بدنية ويقع هذا المنتجع الرائع في قصر مدهش ذو تصميم باروكي أنيق وينصح جميع السياح بزيارته عند الإقامة في بودابست فهو يناسب الأزواج والعائلات والأطفال .

— حمام جيليرت وهو يعد أروع نموذج لتصميم الآرت نوفو أي الفن الجديد من بين حمامات بودابست، ويبرز ذلك من خلال التصميم المعماري والفنون المعروضة فيه ولذلك يدعى قصر الحمامات نسبةً لجماله الخاص والمذهل ويحتوي هذا المنتجع على 10 أحواض سباحة ذات درجات حرارة متنوعة ومتشبعة بالمعادن الصحية بالإضافة إلى غرف الساونا وعلاجات التدليك على أشكالها ويقع هذا المنتجع في فندق جيليرت وتقع 8 من الأحواض داخل محيط القصر نفسه إلى جانب حوضين في الهواء الطلق وعلي الرغم من التشابه بين حمام جيليرت وحمام ستشيني إلا أن الإختلاف يبرز من خلال قلة الإزدحام في حمام جيليرت وهو مفتوح أيضا لجميع الأجيال من نساء ورجال وأطفال .                       

— حمام روداس وهو أحد أهم آثار الإمبراطورية العثمانية الباقية في المجر ويعد حمام روداس نموذجا مدهشا للحمامات التركية التي تبقت في مدينة بودابست منذ العصور الوسطى والتي حافظت على شكلها الأصلي الذي يشمل القبة والقناطر ويحتوي حمام روداس على حوض سباحة مركزي وعلى 6 أحواض مياه جوفية ساخنة مليئة بالمعادن الصحية بالإضافة إلى حمام تركي أصيل وهو الحمام الوحيد في بودابست الذي يوفر أحواض مياه جوفية ساخنة منفردة وخاصة للنساء وأخرى للرجال فقط خلال أيام الأسبوع وبالإضافة إلى ذلك يمكن للزائرين الإسترخاء في شرفته المشمسة والإستمتاع بأشعة الشمس اللطيفة بعد الإستحمام .

 — حمام لوكاكس والذى علي الرغم من المبنى التاريخي والتقليدي الذي يقع فيه هذا الحمام إلا أنه يقدم تجربة حديثة وعالمية من خلال حفلات الرقص والموسيقى التي تقام في ليالي السبت بداية من الساعة العاشرة والنصف مساءا لتستمر مدة 5 ساعات حيث تمتاز هذه الحفلات بالموسيقى الإلكترونية والسباحة والرقص إلى جانب الإضاءة المثيرة ويقصدها العديد من السياح الذين يزورون مدينة بودابست وفي باقي أيام الأسبوع يتحول هذا الحمام للحمام المفضل للسكان المحليين كونه يمتد على مساحة أصغر من باقي الحمامات السياحية الكبيرة مما يجعله أقل إزدحاما وإكتظاظًا في منتصف الأسبوع ويوفر هذا الحمام عدة خدمات متميزة مثل العلاجات الصحية بواسطة أملاح جبال الهيملايا وغيرها من العلاجات الممتازة ويلائم هذا الحمام جميع الأجيال والأجناس طوال أيام الأسبوع.

ومن أهم المعالم الجميلة في مدينة بودابست أيضا الجسور التي تربط شطرى المدينة الممتدة علي ضفتي نهر الدانوب الشرقية والغربية وكان أول جسر يربطهما جسر بني في القرن الثامن عشر الميلادى وقبل بناء الجسر كان سكان القسمين يتواصلون بالمراكب أو سيرا على الأقدام عندما يتجمد النهر و تصبح الأرض صلبة ومن أجمل جسور بودابست حاليا : – 

 — جسر السلسلة المعلق ويعد واحد من أجمل الجسور في العالم وهو من أكثر الوجهات السياحية شهرة في بودابست فالسير عليه متعة خاصة لا تقاوم وإلتقاط الصور عليه متعة أخرى لا يفوتها زائرو العاصمة المجرية وهو أول جسر حجري دائم يربط بين قسمي بودا و بست ويبلغ طوله حوالي 380 متر وعرضه 14.8 متر وتم إفتتاحه عام 1849م و يعتبر واحد من عجائب الهندسة الحديثة وقد وضع تصميمه المهندس الإنجليزي وليام تيرني كلارك وبني بهياكل من الحديد الأسود والأسمنت ليقاوم أي عوامل طبيعية أو بشرية والسلاسل الحديدية التي تحمل الجسر مثبتة بإثنين من  أرصفة النهر مصممين على الطراز الكلاسيكي و يبلغ طول الواحد منها حوالي 48 متر وقد تم تجديد هذا الجسر عام 1914م ثم أعيد بناؤه عام 1949م بعد أن تضرر خلال الحرب العالمية الثانية أثناء حصار بودابست وستستمتع كثيرا إذا قمت بجولة سيرا على الأقدام في جسر السلسلة الرائع عبر الممر المخصص للمشاه كما يمكن ركوب الدراجة الهوائية عبر طريق الجسر الرئيسي والإستمتاع بمشاهدة المناظر الجميلة ويتميز هذا الجسر أيضا بوجود تمثالين لأسدين ضخمين على جانبيه واللذان تمت إضافتهما في نهاية الجسر بعد ثلاث سنوات من بنائه مما يزيد الجسر فخامة وروعة كما توجد ساحة في نهايته حيث يمكن الإستمتاع بمشاهدة الأزهار والنباتات الجميلة وتضم هذه الساحة عدد من المقاهي والمطاعم تقدم أشهى وأطيب المأكولات والمشروبات والتي يمكن الإستمتاع بتناولها في الهواء الطلق و تضم أيضا منحوتة المعلم البيضاوي والتي تعتبر نقطة إنطلاق لكل الطرق الرئيسية في المدينة كما يمكن إستقلال القطار المعلق المتواجد مقابل جسر السلسلة ومن خلاله يمكن الصعود إلى أعلى تلة قلعة بودا ومشاهدة المناظر الخلابة ويمكن ايضا الإستمتاع بمشاهدة إحدى الفعاليات أو المهرجانات الشيقة التي تقام على الجسر ومن يزور هذا الجسر خلال المساء سيبهره منظر الأضواء المبهجة التي تضفي عليه مزيد من الروعة و الجمال .       

 — جسر إليزابيث وهو من أروع الجسور التي يمكن زيارتها في العاصمة المجرية و قد تم الإنتهاء من بنائه عام 1903م وأعيد بناؤه مرة أخرى عام 1964م بعد أن أصابه الكثير من الأضرار خلال الحرب العالمية الثانية وفي هذا الجسر الرائع يمكن القيام بجولة ممتعة سيرا على الأقدام و خاصة إذا كانت خلال أوقات المساء حيث تزيده الأضواء روعة و جمالا .           

— جسر الحرية وهو من أجمل الأماكن التي يمكن زيارتها في العاصمة المجرية حيث يتيح هذا الجسر لزائريه فرصة الإستمتاع بمشاهدة أجمل المناظر في بودابست وقد تم بناؤه بين عام 1894م وعام 1896م في الطرف الجنوبي من مركز المدينة و يبلغ طوله 333.6 متر وعرضه 20.1 متر وهو يتميز بتصميمه المتميز على طراز الآرت نوفو بزخارفه البديعة كما تم تزيين الجزء العلوي من صواريه الأربعة بتماثيل برونزية كبيرة على شكل طائر أسطوري يشبه الصقر وتضيئه أعمدة إنارة باريسية على كلا الجانبين مما جعل من ذلك الجسر الحجري المطلي باللون الأخضر أيقونة فريدة تزين بودابست وتزيدها روعة و جمالًا ويعد هذا الجسر متنفسا رائعا بعيدا عن وسط المدينة خاصة في فصل الصيف وأحيانا تقام عليه بعض العروض والفعاليات الجديرة بالمشاهدة .