قضاء 3 أيام في شوارعها يبعث بالتفاؤل ويشجع على الحياة، حيث ما زالت مدينة فيينا الخضراء تحتفظ بجاذبيتها للمرة العاشرة على التوالي وتحتل المركز الأول بين مدن العالم.
واختيرت فيينا كأفضل مدينة في العالم من حيث جودة المعيشة. وتشتهر فيينا بمساحاتها الخضراء التي تحتل أكثر من نصف مساحة العاصمة.
الترتيب النهائي السنوي الـ21 الذي تجريه شركة الأبحاث “ميرسر” ضم 231 مدينة حول العالم، معتمدا في اختياره على العديد من العوامل منها: (الإسكان، الحرية الشخصية، الترفيه، معدل الجريمة، وكذلك مستوى التعليم، وجودة الخدمات الصحية).
وفيينا هي عاصمة النمسا وأكبر مدنها من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكان فيينا نحو 1.7 مليون نسمة، وهي عاشر أكبر مدينة من ناحية عدد السكان في الاتحاد الأوروبي.
وتمتد المدينة على مساحة قدرها 415 كم² في الطرف الشرقي لسهل ضيق بين جبال كارباثيان وجبال الألب، وكان لموقعها على تقاطع طرق المواصلات دور مهم في نموها وتطورها الاقتصادي، وتنقسم فيينا إلى 23 منطقة كالمنطقة الأولى وهي الأهم سياحيا باعتبارها قلب البلد وأكثرها عراقة، وإن كنا نجد أن كل منطقة لها مميزاتها.
وكتابة تاريخ فيينا تستدعي الرجوع إلى تاريخ مقاهيها، ويتعذر الوصول إلى الشخصية الفييناوية دون المرور على تلك الأماكن التي تعد بمثابة البيت الثاني لأبناء عاصمة إحدى أكبر الإمبراطوريات الأوروبية وأعرقها.
كان عدد المقاهي في فيينا يُقدّر بالآلاف عام 1938، ولم يبق منها اليوم سوى 550 مقهى، والمقاهي التقليدية تُعد من أبرز العناصر التي تتشكل منها الهوية الاجتماعية والتاريخية للعاصمة النمساوية، والتي نادراً ما يتوقف عندها السياح الذين يتوافدون عليها بالملايين كل عام.
وفيينا من أجمل المدن الأوروبية وأغناها بقصورها الرائعة وكنائسها الأثرية ومتاحفها ومكتباتها وحدائقها ودور الأوبرا التي تشتهر بها، وهي معلم من المعالم الحضارية والثقافية المهمة في العالم، ويغلب على أوبراها وأبنيتها الأثرية الطراز الباروكي والقوطي.
ويوجد في فيينا أكثر من 27 قلعة وأكثر من 150 قصراً، ومن أبرز المعالم السياحية في فيينا هناك: وسط المدينة التاريخي والرنغ بوليفارد في المنطقة المجاروة مع منتزهاته الخلابة، والقصور مثل قصر الشونبرون بالاس والقصر الإمبراطوري Hofburg والساحات والنصب التذكارية والمقاهي الشهيرة مثل ساحة ستيفنز وشارع المشاة وشارع ماريا هلفر.
تضم المنطقة المجاورة لـرِنغ بوليفارد الكثير من المعالم المهمة مثل البرلمان ومبنى البلدية والمتحف الوطني وجامعة فيينا.
وتعتبر فيينا مركزاً عالمياً للمؤتمرات ومركز وكالات عالمية متعددة، وتستضيف فيينا العديد من المنظمات الدولية الكبرى مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة أوبك.
ومحبو الثقافة والفن يجدون غايتهم في فيينا التي اشتهرت بغنى ثقافي وفني كبير، فهي تضم العديد من الأماكن الثقافية منها القصر الإمبراطوري و”أرت نوفو” لحركة الفن النمساوية الحديثة، مروراً بقصر شونبرون الباروكي الفخم حتى متحف الفنون الجميلة وإلى الفن المعماري العصري في متاحف كارتييه، فهي تشتهر بكونها مركزا عالميا للأدب والموسيقى والعلوم.
وتوجد في فيينا واحدة من أهم دور الأوبرا العالمية وهي دار (Staatsoper) وتقدم عروضا مميزة ومتنوعة.
