من قصص القران الكريم .. أصحاب الجنة
كتب_أحمد الزهراني
رزق الله رجلا صالحا ببستان?☘️? فيه أنواع كثيره من الفواكه وكان هذا الرجل يجعل حصة للفقراء والمساكين عند جني ثمار هذا البستان ، وكان هذا سببًا في أن يبارك فيها، ويزيد في رزقه . ومرّت الأيام وهو على هذا الحال إلى ان توفاه الله تعالى، وهنا استلم زمام البستان أولاده الخمسه الذين قرروا أن لا يعطوا الفقراء منها شيئًا، فهي قادرة على أن تجلب لهم المال الكثير لما فيها ثمرات وخيرات متنوعة، وأن ما كان عليه والدهم تسبب في طمع الفقراء في خيراتها وثمارها، بينَما كان موقف الابن الأوسط منهم مُغايرًا لموقف إخوته، إذ أشار عليهم بأن يظلوا على ما كان عليه والدهم من إطعام للفقراء والمساكين حتى تستمر البركة التي وضعها الله في هذه الجنة، لكن موقف الأغلبية كان أقوى من موقف الابن الأوسط فحسموا أمرهم بعد إعطاء الفقراء أي شيء منها. وهنا جاء الأمر الإلهي بأن تصبحَ هذه الجنة الخضراء قاحلة بأمر الله تعالى، وكان ذلك أثناء نوم الأبناء الذي عزموا على الذهاب في صبيحة اليوم التالي إلى البستان لقطف جميع ثمار وتوزيع خيراتها حُصَصًا بينهم دون الالتفات إلى الفقراء، وعندما استيقظوا ساروا في الطريق إلى البستان متخافتين كي لا يسمع الفقراء صوتهم، وبذلك لا يعلمون عن وصولهم باكرًا إلى الجنة من أجل قطف ثمارها، وعندما وصل أصحاب الجنة إليها ذُهلوا من المشهد، فقد كانت الجنة خاوية على عروشها، وكل ما فيها من خيرات قد ذهب تمامًا. وهنا عادوا إلى أنفسهم وأدركوا أن ما آلت إليه الجنة كان سببه ما عزموا على فعله من حرمان الفقراء من ثمرات هذه الجنة، وعلموا أنهم قد ظلموا أنفسهم بفعلتهم هذه، وهنا ظهر الابن الأوسط ليذكرهم بما قال لهم قبل تحول الجنة إلى خراب، وأن ما كان عليه والدهم قبل موته كان سببًا في زيادة الرزق، وأن تكون الجنة بالحال التي كانت عليه، وأنه قام بنصحكم لكنهم لم يستجبوا لنصيحته، فاستغفروا الله -سبحانه وتعالى- وعادوا إليه كي يسامحهم على ما اقترفوا من ذنب.?
?القصة ورد ذكرها في سورة القلم آية 16?
?قال تعالى إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32)