السياحة العربية

عروس البحر المتوسط تتأهل للسياحة العالمية | مجلة السياحة العربية

تعتبر الإسكندرية مقصداً سياحياً عالمياً لما تحتويه من معالم أثرية مهمة ومتاحف متنوعة ومعابد ومزارات وشواطئ وتراث وغيرها بالإضافة لجوها المعتدل وموقعها المتميز بين مدن البحر المتوسط حتى تم اختيارها منذ سنوات ماضية عاصمة السياحة لمدن البحر المتوسط والمدن العربية أيضاً , ولكن الإهمال ضرب معالمها السياحية خاصة المتاحف التى تم غلق معظمها بعد ثورة 25 يناير ، وفى مقدمتها اليونانى الرومانى والقومى والبحرى ، علاوة على سوء الطرق المؤدية إلى بعض المناطق الأثرية ومطار برج العرب الدولي.

دعا ذلك لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب برئاسة النائبة سحر طلعت مصطفى ولجنة الثقافة والإعلام برئاسة النائب أسامة هيكل إلى تفقد جميع المناطق الأثرية والمزارات بالمدينة والمطار على مدار يومين لرصد مشاكلها ووضع الحلول وتنفيذ المقترحات، وعقدت اللجنة لقاءً مع وزير الآثار ومحافظ الإسكندرية بحضور اللواء أ.ح محمد لطفى قائد المنطقة الشمالية العسكرية ونائب المحافظ الدكتورة سعاد الخولى ومسئولين بوزارات السياحة والآثار والطيران المدنى والإسكان والمصايف بالإسكندرية لمناقشة المشكلات التى تواجه المدينة السياحية وكيفية إعادتها على خريطة السياحة العالمية وإمكانية إنشاء متحف للآثار الغارقة وحديقة متحفية تحت المياه , وتم الاتفاق على وضع خطة عاجلة لتطوير قلعة قايتباى وتحديد وتنفيذ المسار المقترح من وزارة الآثار لإنشاء مدخل جديد بديلاً لمقابر كوم الشقافة الأثرية بعيداً عن الازدحام وتجديد دورات مياه مقابر كوم الدكة ورصف الشوارع المؤدية إليها التى تأتى لزيارتها أفواج سياحية من مختلف دول العالم، وفتح المتحفين البحرى والقومى قبل الصيف, ولكن خبراء الآثار يعقدون آمالهم على تنفيذ متحف الآثار الغارقة تحت مياه البحر والذى سيكون الأول من نوعه على مستوى العالم.

توجيهات الرئيس :

بدايةً أكدت النائبة سحر طلعت مصطفى, أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى محددة وصريحة وواضحة باستكمال المشروعات المتوقفة وتوفير التمويل اللازم لها خاصة التى تصب فى مصلحة الدولة والمواطن ولذلك كانت جولتنا تهدف لتنفيذ هذه التوجيهات من خلال رصد المشروعات الأثرية والسياحية المتوقفة بالإسكندرية ثم باقى المدن والمحافظات لوجود حلول للقضاء على المشاكل التى تعوق توقفها, مشيرة إلى أنه خلال الجولة اكتشفوا أن الإسكندرية «منسية» تماماً من على خريطة السياحة العالمية رغم وجود المقومات المتمثلة فى المناطق الأثرية والمتاحف المميزة التى تؤهلها للجذب السياحى العالمى ، قائلةً : إن المتحف القومى مغلق تماماً رغم أنه يحتوى على آثار قديمة ومومياوات تجذب السائحين وكذلك المتحف اليونانى الرومانى والمتحفين البحرى والموزاييك تجرى إنشاءات به لم تنته بعد لنقص التمويل , وأن المداخل المؤدية لمطار برج العرب الدولى سيئة وخطرة جداً لوجود منحنيات وزراعات ولا توجد إرشادات وإضاءة كافية مما يسيئ لسمعة مصر الخارجية رغم أن المطار يضاهى فى منشآته ونظم تشغيله الحديثة المطارات الدولية المشهورة بالإضافة إلى أن معظم المتاحف مغلقة لانعدام التمويل اللازم لصيانتها وتجديدها , وأشارت إلى أنه تم الاتفاق مع المحافظ الدكتور محمد سلطان والوزير الدكتور خالد عنانى والمسئولين المعنيين على اختيار المواقع الأثرية ذات الأولوية التى سيتم بدء العمل بها قريباً ، وفى مقدمتها قلعة قايتباى والمنطقة المحيطة بها ووضع حد آمن حول القلعة وسرعة رصف الشوارع المحيطة بها ودهان الأرصفة وتنظيف الكورنيش والترويج للمنطقة من خلال رحلات اليوم الواحد والرحلات السياحية , وتقرر فتح المتحف البحرى لعرض القطع الأثرية الثقيلة وذات الحجم الكبير للجمهور قبل موسم الصيف , وطالب كل من نواب البرلمان وأعضاء اللجنة أحمد إدريس وحسنى حافظ وياسمين أبو طالب بسرعة تنفيذ المدخل البديل لمقابر كوم الشقافة وتأمين السائحين ورفع كفاءة المناطق الأثرية وتقديم الخدمات اللازمة للسائحين وتوفير أماكن لبيع المشروبات والهدايا التذكارية للزائرين .

خطة عاجلة :

وأوضحت النائبة سحر مصطفى أن اللجنة رصدت المعوقات التى تواجه المدينة لإعداد تقرير بشأنها للبدء فى وضع خطة عاجلة لتحديد الأولويات والمزارات المهمة لتطويرها فوراً طبقاً للإمكانات المادية المتاحة وأنه سيتم عرض تقرير على رئيس المجلس الدكتور على عبدالعال وسرعة دعوة الوزراء المعنيين لوضع جدول زمنى لتنفيذ الحلول والتوصيات والمقترحات ، خاصة أن الإسكندرية تستحق إن تكون فى مقدمة مصاف الدول السياحية , مؤكدةً أنها من المدن السياحية التى لا تتأثر بالأحداث الداخلية , حيث أن النسبة العظمى من السائحين الأجانب يأتون إليها عن طريق البحر من الميناء البحرى المؤمن تماماً بقواتنا البحرية بشهادة دول العالم .

مدينة الأجساد الميتة :

وتؤكد الدكتورة سعاد الخولى نائب محافظ الإسكندرية أنها خلال الفترة الماضية أشرفت على إزالة التعديات بآثار كوم الناضورة من العشش والمبانى العشوائية وتم تطوير المنطقة ورفع كفاءتها وإعدادها لتكون مزاراً سياحياً عالمياً ، وسيتم تحزيم المنطقة بعد إخلائها فور نقل سكان كوم الملح العشوائية بالقبارى الملاصقة للميناء البحرى التى تقع فوق أكبر الجبانات الأثرية فى العالم لامتدادها من القبارى مروراً بالورديان وحتى منطقة المكس , وسيتم الإسراع فى تخطيطها والتنسيق مع خبراء الآثار لعمل الحفريات اللازمة لاكتشاف كنوزها من أسرار اجتماعية وعقائدية ولغوية واقتصادية لمدينة الإسكندرية القديمة التى لم يتم التوصل إليها للآن وغيرها من الأسرار المهمة أثرياً لتحويلها لمزار سياحى عالمى ، وتطوير منطقة طابية صالح الأثرية وعمود السوارى ومقابر كوم الشقافة وكوم الناضورة وربطها بالجبانة الأثرية أسفل كوم الملح التى وصفها الرحالة «إسترابون» خلال زيارته لها قبل الميلاد بـ «مدينة الأجساد الميتة» لاحتوائها على العديد من المقابر والحدائق والاستراحات الخاصة بتحنيط الجثث, وأوضحت الدكتورة سعاد الخولى أنه توجد دراسات لإنشاء فندق عالمى بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا على أرض كوته التى تقع مباشرة على البحر بالأزاريطة لسد العجز فى الغرف الفندقية الفاخرة , كما أن هناك مقترحات بإنشاء بنسيونات بمنطقة كرموز الشعبية التى تقع بها مقابر كوم الشقافة وعمود السوارى تناسب شرائح عريضة من السائحين وذلك بهدف زيادة عدد الساعات والإقامة السياحية .
الإمبراطور هادريان :

وأكد الدكتور محمد مصطفى رئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة أنه تم أثناء وجود الوزير واللجنتين عرض ومناقشة إمكانية تنفيذ مشروع إنشاء أول متحف للآثار الغارقة تحت مياه البحر بمنطقة الميناء الشرقى التى تقع بها قلعة قايتباى ، حيث إنه يوجد بالمنطقة بقايا الحى الملكى لمدينة الإسكندرية القديمة وبقايا حطام أسطول نابليون وتمثال نادر لأبى الهول وبقايا تماثيل ومنشآت تحت المياه تشبه أرصفة الموانى وبقايا من عمود السوارى وأجزاء من فنار الإسكندرية إحدى عجائب الدنيا السبع , وكذلك مشروع إنشاء أول حديقة متحفية تحت الماء أيضاً لتشجيع سياحة الغوص فى المنطقة ومركز للتدريب على أعمال الآثار الغارقة والبحرية , كما أن افتتاح الوزير العنانى لفيلا الطيور منذ أسبوعين بكوم الدكة سيكون له الأثر الكبير فى جذب العديد من السائحين من مختلف الجنسيات وبلدان العالم حيث تضم عدداً من اللوحات لأشكال وأوضاع متنوعة للطيور وغرفة طعام ترجع لعصر الإمبراطور هادريان ومنطقة الحمامات والصهاريج التى اكتشفتها ورممتها البعثة المصرية البولندية.

الترويج السياحي :

وتعود النائبة سحر طلعت مصطفى لتؤكد أن هناك العديد من المشاريع السياحية التى تم افتتاحها وشاهدناها مع الوزير والمحافظ والمسئولين المعنيين خلال وجود وفد لجنتى السياحة والثقافة بالإسكندرية ولكن ينقصها الترويج السياحى لها فى البورصات والمعارض الدولية الذى بدأته الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى بما يوليه من اهتمام خاص بهذه الأمور، حيث وجّه باستكمال المشاريع المتوقفة خاصة التى تصب فى مصلحة المواطن والدولة , واللجنة ستعمل خلال هذه الفترة على مساعدة المسئولين لتفعيل المشاركة الدولية بوفود فى المعارض والبورصات الدولية المتعلقة بالسياحة والآثار , وأضافت: ناقشنا مع وزير الآثار إمكانية توفير موارد مالية لاستكمال إنشاء متحف الموزاييك الفريد من نوعه على مستوى العالم واستكمال عمليات الصيانة والترميم للمتاحف المغلقة لفتحها قريباً حتى تعود السياحة العالمية للإسكندرية بقوة لتفتح باباً كبيراً للدخل السياحى القومى بمليارات الدولارات .

فرص للعمل :

وأكد أحمد عبدالفتاح الخبير الأثرى والمدير العام السابق لآثار ومتاحف الإسكندرية أنه بإنشاء متحف الآثار الغارقة والحديقة المتحفية تحت الماء وتشغيلهما ستحل أزمة الدولار والعملة الصعبة وخلق آلاف فرص العمل المميزة للشباب ووضع المدينة بقوة على خريطة السياحة العالمية وجعل مصر منافسة قوية مع إسرائيل فى هذا المجال الذى سبقتنا إليه حيث إن ما يوجد من آثار غارقة فى منطقة الميناء الشرقى وخليج أبى قير يفوق الآثار الغارقة الموجودة فى العالم كله.

إيزيس غضبان :

وأوضح الدكتور إبراهيم درويش رائد الغوص فى أعماق البحار والخبير العالمى فى الآثار الغارقة , أن إنشاء متحف تحت الماء سينقل مصر لمرحلة سياحية جديدة ويحافظ على آثار مصر النادرة والكثيرة الموجودة تحت الماء من السرقات والتلف , مؤكداً أن تمثال إيزيس منذ العثور عليه قبل 55 عاماً ملقى فى حديقة المتحف البحرى دون الاستفادة منه , وأن التعلل بعدم استطاعتنا إنشاء المتحف لعدم وجود التمويل اللازم غير صحيح ، حيث إن هناك منذ سنوات منحة من المعهد الأوروبى خاصة بإجراء دراسات المتحف اختفت ولا نعلم عنها شيئاً حتى هذه اللحظة .

وأشارت الدكتورة منى حجاج رئيس قسم الآثار اليونانية والرومانية بكلية آداب جامعة الإسكندرية إلى أنه يوجد لدينا ألف قطعة آثار تم انتشالها من تحت الماء شاهدتها شعوب العالم بأكمله فى المعارض الخارجية التى تقيمها الدول الأجنبية بالاتفاق مع وزارة الآثار، ما عدا الشعب المصرى لم يشاهدها للآن ، وبتطوير وافتتاح المتحف البحرى المغلق الذى يتميز بموقع استراتيجى سيتم عرض هذه القطع ليشاهدها الجميع وتكون عامل جذب كبير للسائح الأجنبى خاصة الذين يأتون من ميناء الإسكندرية البحرى .

ويؤكد محمد حسين مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة أن إنشاء متحف للآثار الغارقة وحديقة متحفية خاصة بعد افتتاح فيلا الطيور ومنطقة الحمامات والصهاريج واستكمال منشآت متحف الموزاييك وافتتاح المتحف البحرى واليونانى الرومانى والقومى ، كل ذلك سيدعم عودة الإسكندرية لمجدها السياحى وعودتها أيضاً عاصمة السياحة لمدن البحر المتوسط والمدن العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى