السياحة العربية

السياحة التونسية تطوي متاعبها مع استئناف رحلات توماس كوك | مجلة السياحة العربية

 عم التفاؤل في الأوساط السياحية والشعبية التونسية بطي صفحة المتاعب التي عانى منها قطاع السياحة، الذي يعد المؤشر الرئيسي لقياس الأوضاع الاقتصادية في البلاد بعد رفع حظر سفر البريطانيين إلى تونس.

وأعلن بيتر فانكهاوزر الرئيس التنفيذي لشركة توماس كوك للسياحة أمس أن الشركة سوف تستأنف رحلاتها السياحية إلى تونس. وقال إن قرار الحكومة البريطانية كان غير متوقع وهو إيجابي لتونس ولقطاع السياحة.

وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت يوم الأربعاء رفع التحذير من السفر إلى معظم أنحاء تونس، والذي كانت فرضته بعد هجوم مسلح في منتجع تونسي في يونيو عام 2015.

وأضاف فانكهاوزر أن “وزارة الخارجية توصلت إلى نتيجة مفادها أن السفر آمن مجددا. ليس لدينا أي برنامج للشتاء لذلك نعد عرضا جيدا للغاية لتونس وسيستغرق هذا بعض الوقت… أعتقد أننا سنبدأ خلال موسم الشتاء أو الأرجح بحلول الربيع”.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها لم تعد تنصح رعاياها بعدم السفر إلى معظم أنحاء تونس بما في ذلك العاصمة ومعظم المقاصد السياحية وهو ما رحبت به تونس التي قالت إن القرار “يفتح آفاقا جديدة للسياحة”.

وكانت بريطانيا تنصح رعاياها بعدم السفر إلى تونس إلا للضرورة القصوى، منذ قتل مسلح 38 سائحا بين 30 بريطانيا في يونيو 2015 في منتجع سوسة. ووقع الهجوم بعد 3 أشهر من هجوم شنه مسلحان على متحف باردو بالعاصمة تونس وقتل فيه 21 سائحا غربيا.

ومنذ ذلك الوقت تكافح الحكومة لإنعاش قطاع السياحة الحيوي من جديد بعد أن سجل تراجعا حادا بسبب الهجومين. وقد تمكنت من تحقيق نجاحات كبيرة وفتح أسواق جديدة وخاصة روسيا، كما استفادت من تراجع السفر إلى مصر وتركيا بسبب الهجمات التي وقعت في البلدين.

وقال أليستير بورت وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن “هذا التحديث يعكس أحدث تقديراتنا بأن الخطر الذي يواجه المواطنين البريطانيين في تونس تغير”.

وأضاف أن ذلك “يرجع في جزء منه إلى التحسينات الأمنية التي أدخلتها السلطات وصناعة السياحة التونسية منذ الهجمات المأساوية في 2015 بدعم من بريطانيا وشركاء دوليين”.

لكن الحكومة البريطانية حذرت من أنه لا تزال توجد مخاطر على البريطانيين وقالت إنها تنصح بعدم السفر إلى بعض مناطق تونس ومنها المناطق القريبة من الحدود الليبية.

ورحبت الحكومة التونسية بالقرار البريطاني على لسان وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي التي قالت إنه “قرار مهم جدا يفتح آفاقا جديد للسياحة التونسية لتعود من جديد وسيعطي انطلاقة جديدة للسياحة في تونس”.

وأشارت إلى أن رفع الحظر البريطاني رسالة للعالم بأن تونس مؤمّنة الآن بشكل جيد. وأكدت أن السلطات التونسية ستواصل جهودها لتعزيز أمن السياح والمنشآت السياحية والمطارات وكل مكان في البلاد.

وتتوقع الحكومة التونسية نمو عدد السياح الأجانب بنحو 30 بالمئة في العام الحالي مقارنة مع العام الماضي، مدفوعا باستقرار الأوضاع الأمنية وارتفاع الحجوزات حتى نهاية العام الحالي.

وتمثل صناعة السياحة نحو 8 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في تونس، لكن تعد من أهم القطاعات لأنها توفر أكبر نسبة من فرص العمل بعد القطاع الزراعي.

وقالت مديرة نزل إمبريال في سوسة الذي شهد الهجوم الإرهابي، زهرة إدريس، ، إن القرار البريطاني سيمنح دفعة قوية للسياحة في البلاد وللاستثمار أيضا.

وأضافت زهرة إدريس، وهي أيضا نائبة في البرلمان عن الحزب الحاكم إن “القرار ستكون له تداعيات إيجابية جدا على الموسم السياحي في العام المقبل”.

وأكدت وزارة الخارجية التونسية أن الاتصالات مع بريطانيا لم تتوقف منذ صدور تحذير السفر قبل عامين وكان آخرها عند زيارة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسن التي أجراها إلى تونس في مايو الماضي. وفي مدينة سوسة تضاعفت أجواء البهجة أمس بسبب القرار البريطاني، الذي تزامن مع تنظيم فعاليات الدورة الـ58 لكرنفال “أوسو” الذي شارك فيه أكثر من 100 ألف من التونسيين والسياح الأجانب.

وقدم الكرنفال لوحات استعراضية فلكلورية وراقصة وعربات رمزية في شكل قاطرات مجرورة تحمل مجسمات رمزية أهمها عربة “بابا أوسو” الرمزية الشهيرة التي تحمل مجسما لإله البحر، وفقا للأسطورة التاريخية.

وقال وزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين إن الكرنفال الذي شاركت فيه فرق من عدة دول عربية وأجنبية بينها ليبيا والجزائر وبوركينافاسو وروسيا “يبعث برسائل حب وسلام للعالم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى