السياحة العربية
في شراكة ما بين الخطوط التركية والجمعية الأولى في جدة .. 21 طفل وطفلة يعيشون مغامرة اسطورية في انطاليا التركية | مجلة السياحة العربية
انطاليا – منى الجعفراوي
لم تدهشني يوما ما ابتسامة طفل عند رؤية لعبة جميلة فهذه ردة الفعل الطبيعية، ولكن ادهشني جدا ضحكات أطفال الجمعية الأولى في جدة السعودية، وكنت قد اجتمعت بهم على متن طائرة الخطوط التركية في رحلة إلى أرض الأساطير في انطالية التركية.
اللقاء لم يكن صدفة فانا اعلم تماما أن هذه الرحلة بالتنسيق مع الجمعية الأولى لعيش 21 طفل وطفلة تتراوح أعمارهم ما بين السبع سنوات إلى الرابعة عشرة تجربة جديدة من نوعها بالنسبة لهن، ولهم.
دخول المطار بحقائبهم الصغيرة، علامات الاستفهام التي تراها في عيونهم البريئة كلها ترجمتها ضحكاتهم الصافية، وصرخة خوف عند أو إقلاع جوي يشعرون به، محلقين في سماء جديدة، ولعله عالم غريب ولكن جميل لدرجة أن البعض منهن قرر العمل ضمن منظومة العمل الجوي.
استكشاف ومغامرة:
مدير الخطوط التركية في جدة ايرول سينول قال:” كان لدينا دائما اهتمام كبير بمشاركة المجتمع السعودي، وفي هذه الرحلة منحنا الفرصة للأطفال عيش تجربة مختلفة تضيف لذاكرتهم لحظات لا تنسى”.
نعم هي لحظات لا يمكن إلا ان تسجلها ذاكرتهم الصغيرة ليتحدثوا عنها كبارا، فقد عاشوا رحلة حتى أنا استمتعت إلى أقصى حدود الاستمتاع حين وطأت قدمي ( LEGENDS OF LAND ) أرض الأساطير بكل ما فيها من مغامرات، وعروض صباحية، ومسائية، عروض مسرحية، واكروباتية، وضوئية، فأنت داخل منتجع يضج بالطفولة من بوابة الدخول، إلى غرف النوم، وصالة الطعام، وحتى مناطق التسوق، فالمنتجع يعد الأضخم في القارة الأوروبية، فهو أول منتجع ذي الخمس نجوم الذي يصمم خصيصا للأطفال في تركيا، ومرافق ترفيهية لا يوجد لها مثيل على مستوى العالم.
حيث أن المنتجع مقام على مساحة تصل إلى 639 ألف متر مربع، ليقدم تجربة عطلات لا يمكن نسيانها، فأنت تتحرك بين مساحات زراعية، ومائية مختلفة المنظر والاطلالة، تتناغم مع موسيقى القوارب المائية التي تسير ضمن جداول تتشابه في تصميمها بمدينة البندقية، وألعاب بهلوانية، إضافة إلى أضخم حديقة للألعاب المائية.
ولا يمكن إلا أن تتوقف عند عروض الدلافين ببياض جسدها، وجمال روحها، ومشاكستها لمدربيها… وغنائها الذي تستمتع به على الرغم من خروجه عن النوتة المكتوبة.
شلالات مائية ومدينة قديمة:
لم تتوقف الرحلة داخل حدود المنتجع ( أرض الأساطير ) على الرغم من أن هذا المكان هو مدينة متكاملة بحد ذاته يمكنك أن تعيش داخل أسواره دون الحاجة للخروج إلا للعودة لديارك وأنت وأطفالك تحمل تجربة لا يمكن إلا أن تسجل في حيز الذكريات الجميلة.
فقبل المغادرة إلى أرض المطار كانت لدينا رحلة لشلالات ( DUDEN ) وهو أحد المعالم السياحية الطبيعية في انطاليا التركية، حيث أن هذا المكان يحتضنك بلونه الأخضر الجذاب، وخرير مياهه التي تدخلك أجواء ايجابية تجعلك تخلص من ضغوط الحياة اليومية.
فهاهي أقدامهم الصغيرة تلامس العشب، وروحهم تضيء مع شعاع الشمس الوهاج معلنين ضحكاتهم العالية، ومستفسرين عن كل شاردة وواردة، لننتقل بعدها إلى سحر المدينة القديمة وتاريخها العتيق لنحمل من روح هذه المدينة التي تشتهر بأجوائها الدافئة الصباحية، ونسمات ليلها الرومانسية.
لنعرج في نهاية الزيارة إلى أكواريوم انطاليا والذي يضم أكبر حوض للأسماك في أوروبا، حيث يضم ألاف الأنواع من الأسماك والكائنات البحرية من مختلف البحار والمحيطات المختلفة.
البيت المقلوب:
هل عشت تجربة الحياة داخل البيت المقلوب أنصحك بالتجربة، فعلى الرغم من أن عقلك لن يستوعب الصورة التي يراها، ومن الممكن أن تصاب بالدوار بمجرد دخولك إلى المكان، إلا ان تجربة غريبة وفريدة مثلها لا يمكن أن تفوت، وأعتقد أن انطاليا المدينة الوحيدة التي قلبت البيت رأسا على عقب لتعيش خارج نطاق الروتين، بل وخارج النطاق الطبيعي..
ليس هذا فقط بل القائمين على هذا المكان يجعلونك تتموضع في اركان معينة للتصوير، ولتظهر صورة لا يمكن توقعها، فالمقلوب في عينك المجردة يصبح صحيح ولكن في صورة خارجة عن المألوف.
وحقيقة مهما تحدثنا عن البيت المقلوب لن ينقلب حالك إلا إذا خضت التجربة بنفسك.
خمس أيام قضاها أطفال الجمعية الأولى السعودية في شراكة جميلة بين روح البراءة الصغيرة، والخطوط التركية وقد أعربت دانيا آل معينا عن الرئيس التنفيذي للجمعية الخيرية الأولى عن سعادتها بهذه الشراكة التي ساهمت بكتابة أحلام جديدة لـ 21 طفل وطفلة قائلة:” نحن سعداء بشراكتنا مع الخطوط التركية في هذه المبادرة الرائعة، لأن جميع الأطفال المشاركين في هذه الرحلة سيستمتعون بالمناظر السياحية في انطاليا، وسيبتهجون بالذكريات التي سجلوها خلال هذه الرحلة وستظل عالقة في ذاكرتهم، ووفقا لأهداف الجمعية وجهودها نعتقد أن هذه الرحلة ستساعدنا في تمكين أطفالنا بشكل أكبر من خلال اكتشاف العالم وتزويدهم بمهارات القرن الحادي والعشرين مثل التفكير النقدي، والابداع، وحل المشكلات، والمهارات المهنية مثل القيادة، المرونة، وتطوير الذات حتى يتمكنوا من تحقيق النجاح في حياتهم المهنية والمستقبلية”.
تجدر الاشارة إلى أن الجمعية الأولى تعمل منذ أكثر من 55 عاما على تنمية مجتمع جنوب جدة، وتعمل حاليا على استراتيجيتها الجديدة في كسر دائرة الفقر من خلال التدخل المبكر لتعزيز القدرات التعليمية، والمهنية، والمادية لأطفال جنوب جدة، وذلك من اجل مساعدتهم لتحقيق أهدافهم الشخصية كأعضاء مساهمين في المجتمع.