حـمـام الـعـلـيـل ..لـؤلـؤة دجـلـة تـكـتـنـز أعـظـم الـيـنـابـيـع الـكـبـريـتـيـة .. سـيـاحـة جـنـوب الـمـوصـل تـعـود بـحـلّـتـهـا الـجـديـدة .

العراق /محافظة نينوى : حـمـديـة الـراشـدي

ـ تقع ناحية حمام العليل جنوب شرق الموصل وتبعد عنها حوالي 27كم تابعة اداريا الى قضاء الموصل مركز محافظة نينوى على ضفاف نهر دجلة ، وتسمى ايضا حمام علي .

ـ أشتهرت بحماماتها الكبريتية الحارة مما اكسبتها ميزة فريدة نظراً لاستخداماتها العلاجية منذ زمن سحيق ، فضلاً عن موقعها السياحي والجمالي على نهر دجلة واحاطتها بالاراضي الزراعية المكتظة بالبساتين الخضراء المثمرة على مدار السنة إنها لـؤلـؤة دجلة اللامعة تحاكي جرفه العذب ..

ـ ذكرها ياقوت الحموي في كتاباته حول العالم وتدويناته بقوله :
تقع بين الموصل وقرية جهينة قرب عين قار غربي دجلة وهي عين ماؤها حار كبريتي تزدحم بالمعلولين الذين آموه للإستشفاء بها من كل حدب وصوب ..
ـ يقصدها الناس في موسم الصيف فيستحمون بها لأيّام ..
ـ مياهها المعدنية الوفيرة تبرّئ المصابين بالامراض الجلدية كالجرب والاكزما والحكّة والبثور والحساسية وتنشيط الدورة الدمويةوآلام المفاصل والعضلات ..

ـ كل هذه المزايا التي وهبتها الطبيعة لهذه البقعة من الأرض جعلتها قبلة الزوار والسيّاح القادمين من جهات الأرض ..

ـ بدعو كريمة من مدير ية بلديات محافظة نينوى وهي محافظة تقع الى الشمال من العراق وتعرف بسلة خبز العراق لما لها من خصائص طبيعية ووفرة المياه وتسيدها المرتبة الاولى في زراعة وانتاج القمح وحضرنا الاحتفال الكرنفالي الكبير الذي أُقيم لمناسبة إفتتاح وتدشين الحمامات المعدنية بعد توقف استخدامها حين من الزمن ..
وكان محافظ المدينة نجم الجبوري يتقدم المدعويين باعتباره قائد الاعمار وراعي الاحتفال معلناً إفتتاحه الحمامات الكبريتية ومنتجعاتها السياحية الاخرى في الناحية بحضور عدد من مديري الدوائر الحكومية والاعلاميين وجمع غفير من المواطنين ..
ـ وللوقوف على هذا الانجاز السياحي والصحي الكبير وللتعرف على مراحل العمل كان لنا هذا اللقاء مع المهندس رعـد الحديدي مدير البلديات باعتبارها الجهة الحكومية المالكة لهذا الصرح الخدمي المهم ..

ـ تحدث قائلاً : تعرضت الحمامات الى التخريب والاهمال وتردي الخدمات فيها خلال السنوات الماضية وباتت مهملة وغير مؤهلة للاستخدام خاصة في حقبة الاحتلال الداعشي لها ..
ـ واليوم تعود الحياة الى مفاصلها وتنهض منتفضة عنها غبار الخراب والدمار وعادت بحلّتها الجديدة وبهائها الاخّاذ ..
ـ وتابع الحديدي حديثه قائلا : بجهود الملاكات الهندسية والفنية في المديرية وبالتعاون مع استشارية جامعة الموصل وهيئة السياحة وتظافر الخبرات والجهود تم إعادة تأهيلها وإعمارها وفق المعطيات الحضارية اللائقة بمكانتهاالعريقة ..
ـ واشار الحديدي الى مراحل البناء شملت البنى التحتية وابنيتها وٱستحداث ملحقات كانت تفتقدها الحمامات سابقاً بالاضافة الى تبليط ارضياتها بالسيراميك وتغليف جدرانها وتغيير الانابيب الناقلة للمياه المعدنية بأخرى حديثة لسحب المياه من العيون الى حمام مائي كبير على شكل حوض مقسم الى قسمين حمام للرجال وآخر للنساء ..
ـ وبيّن الحديدي بأن الحمامات تكتنز اعظم الينابيع الكبريتية في العراق تتألف من عدة عيون معدنية هنا وهناك ولكن أهمها ثلاثة : العين الكبرى وعين زهرة وعين فصوصة تنبع من الشاطئ الايمن لنهر دجلة واكثرها غزارة من بين عشرات عيون الماء المنتشرة في العراق ..
ـ هذا وتمتاز مياهها بانها ساخنة لدرجة الغليان صيفاً وشتاءً والتي فاقت العيون الموجودة في تركيا ..
ـ مشيراً الى عملية سحب المياه من العيون تتم بواسطة مضخات كبيرة ومتخصصة بالمياه المعدنية ..

ـ واوضح الحديدي بأنه تم اعادة تأهيل الاحواض الكبيرة إضافة الى بناء حمامات مجهزة بالمياه الطبيعية يستخدمها الزائر بعد الحمام المعدني .
ـ كما تم تجهيز الحمامات بالكودات لحفظ الملابس والحاجيات الخاصة ، وٱرتأت البلديات الى تدريب كوادر من النساء والرجال على الاعمال الادارية والفنية واستخدام الحمامات والسباحة والتدليك والمساج والعلاج ..
ـ وافاد الحديدي تم المباشرة بفتح شارع جديد من مفرق بغداد بسايدين الى الحمامات مباشرة وتسيير حافلات لنقل المواطنين من الموصل الى المدينة السياحية في الناحية ..
ـ واكد الحديدي بان البلديات وضعت ضمن خطتها تصميما لانشاء فندق بسبعة طوابق قرب تل السبت ..
ومن المرافق السياحية التي أْفتتحت اليوم شارع الكورنيش النموذجي المحاذي للنهر المؤثث بالمساطب والكافيهات واماكن استراحة مسيجة بالحصران (العرازيل) وتشجير الجزرات والانارة وفتح قاعة للاعراس ومطعم سياحي ونصب شاشة امام الحمامات ..
ـ وكشف مدير البلديات عن خطط مستقبلية لتطوير المدينة السياحية متمثلة بعمل مدرجات على سفح تل السبت المشهور وزراعتها بالاشجار والثيّل والورود وإنشاء جزيرة سياحية في قلب نهر دجلة وبوابتين على مدخلي الناحية الشمالي والجنوبي ..

ـ والعمل متواصل لتقديم افضل الخدمات لروّاد الحمامات القادمين من بقية المحافظات العراقية وخارج القطر وكل مايدعم سياحتنا الجنوبية لتكون متنفساً نقياً وملاذاً طيباً لزواره وقاصديه ..