كتاب مجلة السياحة العربية

السياحة الايكولوجية والوطن العربي. بقلم الأستاذ عبد الوهاب البراري

مكتب تونس…. مجلة السياحة العربية
حين نتحدث عن السياحة في أوسع تعريفاتها يتبادر لأذهاننا ذلك المفهوم التقليدي الذي نختزله في النزل من فئة النجوم الخمسة والشواطئ النظيفة والابتسامة الدائمة التي تستقبلك حين وصولك وتودّعك لحظة مغادرتك،
الاستمتاع بالسياحة لا يحلو لدى العديد من السوّاح التقليديين بدون السّاعات الليليّة الصّاخبة واحتساء فنجان قهوة على رصيف مقهى تقليديّ في حارة من الزّمن القديم أو اقتناء مشتريات من أسواق يختلط فيها بخور البلد بلباس تقليدي يروي لك في صمت تاريخ من مرّوا بهذه الأرض أو تلك…


منذ بداية الثمانيّات من القرن الماضي بدأ يظهر مفهوم آخر للسياحة، السياحة البيئية أو لنقل السياحة الايكولوجية، سياحة يجسّدها كلّ ما يرتبط بالطبيعة التي تميّز ذاك الوطن عن غيره، وأوطاننا العربية الممتدّة من أرض طارق ابن زياد في المغرب الأقصى مرورا بوطن حنبعل وعلّيسة في ارض الخضراء تونس وصحراء عمر المختار في ليبيا واهرامات أم الدّنيا وأرض الرّافدين ومهبط الأنبياء في بيت المقدس وصولا الى اليمن الأصيل…


طبيعة بجمال صبايا القدس والشام وبرجولة فتيان الأطلس وأرض النّشامى، طبيعة فسيفسائيّة من ابداعات خالقا ومبدعها.

طبيعة احتفظت بعذريّتها قرونا برغم تداول حضارات إنسانية عديدة على أرضها، وأرض أصبحت وجهة لعشّاق الطبيعة من كل الأقطار، جمال تخلّده ذاكرتهم، وطبيعة تخترق عدسات تصويرهم لتتحوّل الى تاريخ من واقع الوطن العربي الأصيل…


الجمال عربيّ أو لا يكون، الصّحراء عربية ورملها عربيّ، البحر عربيّ وشواطئه عربيّة، النّخيل عربيّ، عراقيّ وحجازيّ ومصريّ وتونسي، والزّيتون عربيّ…
والطّبيعة عربيّة ولا زالت…لقد أصبح الوطن العربي بطبيعته تلك كعبة للزّائرين، طبيعتها عذراء قبلة لهم … طبيعة توفّر جميع الظروف التي يطلبها الزّائر للرّاحة وممارسة رياضته شتويّة كانت أم صيفيّة…


لكن… هل وصلت السياحة البيئية في الوطن العربي الى المراتب الي تؤهلها الى استقطاب ملايين الزوّار وتنظيم ملتقيات ودورات رياضيّة عالمية على غرار البطولة العالمية للرّياضات الشتوية بأوروبا وشمال أمريكا؟
ما الّذي ينقصنا؟
أهو المال؟ طبعا لا.
أهي الكفاءات أم الموارد البشريّة أم كلّ ذلك معا؟ طبعا لا.
انّها الإرادة العربية المشتركة والعزيمة والايمان بقدراتنا، ولنا فيما أبدعت فيه دولة قطر فيه وحقّقت فيه نجاحا أحرج العالم بأسره من حيث التخطيط والتنظيم والإدارة والجمال وذلك بتنظيمها ذلك العرس العالمي الخالد. كأس العالم لكرة القدم…
دولة صغيرة في مساحتها… عظيمة في إنجازاتها.
فهل بعد هذا كلّه يحقّ لنا أن نختلق الأعذار فلا ننجح؟؟؟
الفشل ليس عربيّا… انّما هو الابداع عربيّ والنّجاح عربيّ…
فلو تعلّقت همّة الانسان العربيّ بما وراء النّجاح لناله…
فلا تحرموننا لذّة ذاك النّجاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى